“كورونا: الفيروس الذي غزا العالم… وخدع العقول!”

بوشعيب البازي

من ووهان إلى وول ستريت، ومن حجرات العزل إلى جيوب شركات الأدوية، شق فيروس كورونا طريقه بخفة راقصة بين الرئتين والعقول، حاملاً معه عطسة من الذعر، وجرعة من السيطرة، وحُقنة بحجم كوكب من الأسئلة التي لا تزال تنتظر من يجرؤ على طرحها، ناهيك عن الإجابة عنها.

لنعد خطوة إلى الوراء. في أواخر 2019، خرجت علينا موجة هلع صحية من رحم مختبر أو سوق أو خيال، لا أحد يعرف. لكن الأكيد أن فايروساً مجهولاً، اسمه لطيف مثل مشروب طاقة (COVID-19)، قرر أن يعيد رسم ملامح العالم. لا بالتطور العلمي، بل بالخوف. نعم، بالخوف المُعدي أكثر من الفيروس نفسه.

ظهر “خبراء الطوارئ”، وانتشرت كمامات أكبر من نيات أصحابها، وحُجرت الشعوب بينما ظلت البورصات تتنفس. وقبل أن تقول “فايزر”، كانت كبرى شركات الأدوية قد أطلقت سباقاً محموماً للقاحات، تماماً كما تطلق الماركات الفاخرة موسم الموضة الجديد: تسويق، إعلانات، تحفيز سياسي، وقليل جداً من الشفافية.

ولأن المصائب لا تأتي فُرادى، تم ترهيب الشعوب بلقاح مطبوع عليه ختم العلم وختم الطوارئ، لكن ما خُفي كان أعظم. تصريحات غير مكتملة، تجارب سريرية تم اختصارها، ومضادات تظهر ثم تختفي، بينما يعلو صوت “المناعة الجماعية” على أنين من أصيبوا بأعراض جانبية لم تكتب على العلبة.

وماذا عن من ماتوا؟ من فقدوا أحبّاءهم بسبب إجراءات ارتجالية، أو لقاحات غير مفهومة، أو إهمال صحي سُمِّي “بروتوكولاً وقائياً”؟ من سيحاسب على موتى اختُزلوا في جداول يومية؟

الضحايا، سواء من الفيروس أو من “علاجه”، تاهوا بين توصيات منظمة الصحة العالمية التي تغير موقفها كما تغيّر السماء غيومها، وبين تقارير استخباراتية طُمست، وأبحاث علمية خُنقت في مهدها إن لم توافق هوى شركات تصنع الحقنة وتملك القناة التي تبث النشرة.

في الخلفية، كانت القوى الرأسمالية تتراقص على أنغام الأزمة. شركات أدوية حققت أرباحاً قياسية، عقود شراء مسبقة بمليارات، ودول تسابق الزمن لتحجز دورها في طابور التلقيح… حتى قبل أن تُعرف مدة صلاحية “العقار المعجزة”.

أما العلاقات الدولية؟ فقد دخلت هي الأخرى غرفة الإنعاش. تحولت الدبلوماسية إلى تجارة لقاحات، ومنح المساعدات الطبية إلى أوراق ضغط جيوسياسي. الدول الفقيرة تسوّلت الجرعات، والدول الغنية احتكرتها، بينما كانت الشركات تتفاوض مع الحكومات وكأنها إمبراطوريات مستقلة… بل محصنة من القانون.

ومع كل هذا، لا نزال ننتظر الحقيقة الكاملة. من خطط؟ من استفاد؟ من خدع؟ من سيتحمّل المسؤولية؟ الإجابة قد تكون مدفونة تحت جبل من الصمت السياسي، أو ربما محفوظة في أرشيف “سري للغاية” إلى حين يُقرر التاريخ أن يتكلم.

لكننا نعرف شيئاً واحداً: الفيروس مرّ، أما الخدعة… فباقية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: