السفارة أم بلاطو تلفزيوني؟ حين تحلم سكرتيرة السفير بالنجومية الإعلامية!

بوشعيب البازي

بروكسيل – في العادة، تُبنى المسارات المهنية في هدوء، لكن يبدو أن بعض الوظائف في السفارات تُفتح مباشرة على أضواء الكاميرات. ففي سفارة المملكة المغربية لدى بلجيكا، لم تعد بشرى المودن، سكرتيرة السفير، تكتفي بأخذ المواعيد والرد على المكالمات، بل بدأت تنافس الصحافيين على مهنتهم، وتخطف الأضواء كما لو كانت مقدّمة أخبار في القناة الأولى.

في عشاء جمعية “أصدقاء المغرب” الأخير، بدا المشهد مثيرًا للدهشة: بينما انتظر الحضور كلمات المسؤولين والضيوف الرسميين، ظهرت بشرى المودن وهي تتنقّل بين الكاميرات والمسؤولين والمصوّرين، موزعة الابتسامات ومشرفة على مواقع التصوير، كما لو كانت تُدير برنامجا حواريا على الهواء. ما الذي يحدث هنا؟ هل هي سفارة أم استوديو تلفزيوني؟

سكرتيرة متعددة المهام… وربما متعددة الطموحات

السؤال الذي يطرحه الجميع: كيف وصلت بشرى المودن إلى هذا المنصب؟ هل اجتازت مباراة ديبلوماسية؟ هل لها خبرات إدارية متميزة؟ أم أن روابط الدم مع إعلامية معروفة كانت جواز العبور نحو دهاليز السفارة؟ كل الاحتمالات واردة في بلاد تعرف أن “المعرفة” أقوى من الشواهد.

مهام السكرتيرة، بحسب دليل الوظيفة العمومية، لا تتضمن ترتيب الكادر الرسمي أمام الكاميرا، ولا تنظيم حوارات صحافية جانبية، ولا الضغط بلطف على الضيوف للمرور أمام العدسة. لكن بشرى أظهرت أنها قادرة على أكثر من مجرد تسجيل المكالمات.

 طموحات تتجاوز البروتوكول

ما الذي تسعى إليه بشرى؟ أن تكون أكثر ظهورًا من السفير نفسه؟ أن تزيح الإعلاميين جانبًا وتتحول إلى “نجمة ديبلوماسية”؟ أم أنها تمهّد لطريق إعلامي على طريقة شقيقتها؟

الأكيد أن ما جرى يطرح تساؤلات جدية: هل ما زلنا نُفرّق بين الوظيفة العمومية والترويج الشخصي؟ وهل أصبحت السفارات سلالم للظهور الإعلامي بدل أن تكون مؤسسات لخدمة الوطن والمواطن؟

في زمن بات فيه كل من يحمل هاتفا ذكيا يطمح لأن يكون مؤثرا، لم تعد المفاجأة في أن تظهر السكرتيرة كمقدمة أخبار. المفاجأة الحقيقية ستكون إن عادت يومًا إلى مكتبها ورضيت بدورها خلف الستار.

لنا عودة في الموضوع بتقارير خطيرة عن سكرتيرة السفير

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: