مونس البلجيكية تفتح أبوابها للثقافة المغربية: يوم للاحتفاء بالذاكرة والهوية المشتركة
بوشعيب البازي
في أجواء يغمرها الدفء والتنوع، احتضنت مدينة مونس البلجيكية فعاليات النسخة الجديدة من “اليوم مونتوا للثقافة المغربية”، الحدث السنوي الذي تنظمه جمعية “الحق والواجب”، والذي بات موعدًا ثابتًا في أجندة التظاهرات الثقافية التي تعكس التعايش المثمر بين الجاليات.
استُهل اللقاء بكلمة افتتاحية ألقاها كل من كريستيان بروشي، رئيس الجمعية، و السيد بوشعيب السماوي مدير الجمعية حيث شددا معًا على أهمية مد الجسور بين الثقافات، وتعزيز الحوار بين المغرب وبلجيكا، بعيدًا عن الصور النمطية، وفي إطار من الاحترام المتبادل.
تميز البرنامج بعدة محطات بارزة، من بينها جلسة حوارية حول مسارات رجال أعمال مغاربة استثمروا في المغرب، حيث استعرض المشاركون تجاربهم الملهمة التي جسدت روح المبادرة والانتماء المزدوج بين بلد الأصل وبلد الإقامة.
ثم تبِع ذلك نقاش معمق حول استراتيجية والونيا وبلجيكا تجاه المغرب، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي، في ظل علاقات تشهد تطورًا ملحوظًا، رغم بعض التحديات الجيوسياسية الراهنة.
وقد ألقى القنصل العام للمملكة المغربية بلييج، السيد عبد القادر عبيدين، كلمة بالمناسبة، عبّر فيها عن اعتزازه بهذه المبادرة، مؤكدًا على أهمية دور الجالية المغربية في النهوض بالعلاقات الثنائية، وضرورة الحفاظ على الذاكرة المشتركة بين الشعبين.
كما كان للحاضرين موعد مع السينما الوثائقية من خلال عرض فيلم “الهروب 1944”، الذي يستعرض وقائع من الحرب العالمية الثانية، يليه وثائقي “معركة جمبلو”، الذي يسلط الضوء على الدور البطولي الذي لعبه جنود التجريدة المغربية في الدفاع عن التراب البلجيكي.
واختُتم هذا اليوم الثقافي بحفل فني موسيقي، جمع بين الأصالة المغربية ونفَس المعاصرة، في لحظة فرح جماعي جسّدت روح الاندماج والانفتاح.
لقد أثبت هذا اليوم مرة أخرى أن الثقافة ليست فقط مرآة للهوية، بل أيضًا أداة حوار وبناء، ووسيلة لمقاومة النسيان والتهميش.