عمر الكعواشي… مبعوث الجلالة على الورق و”راقص الديك المذبوح” في الواقع!

يبدو أن زمن المعجزات لم ينتهِ بعد، فها نحن أمام مهاجر مغربي في أوروبا يدعى عمر الكعواشي، قرر أن يمنح لنفسه لقب “ممثل الجالية في المؤسسة المحمدية”، بل ويؤكد – دون أن يرف له جفن – أن تعيينه جاء بأمر من صاحب الجلالة شخصيًا! لم يبقَ إلا أن يزعم أن الظهير الشريف نُسج من حرير إسباني، وخُتم بخاتم سليمان!

السيد الكعواشي، الذي يقدم نفسه كمبعوث فوق العادة، يوزع الابتسامات في صور مع مسؤولين ووزراء وبرلمانيين، مدعيًا أنه يناقش قضايا الجالية ومشاريع كبرى تخص المؤسسة المحمدية، بينما في الحقيقة، لا علاقة له لا بالمؤسسة ولا بالمشاريع، سوى على صفحات الفيسبوك، حيث تُطبخ البطولات الافتراضية على نار البث المباشر.

من يتأمل سلوك هذا “الزعيم المؤقت”، يدرك سريعًا أننا أمام حالة نموذجية من بعض رؤساء الجمعيات الذين خرجوا من عباءة العمل الجمعوي ليلتحفوا عباءة “البرستيج” و”الصور الرسمية”، ويحوّلوا العمل الوطني إلى وسيلة شخصية للتلميع والتربح. فبدل أن يمثلوا مصالح الجالية، أصبحوا يمثلون عليها.

ولمن لا يعرف الخلفيات، فهذا الشخص ليس جديدًا على الساحة… بل على “الساحة المظلمة”، فقد سبق أن أوكل إليه هشام عبود، الصحفي المعروف، مبلغًا ماليًا لإيصاله إلى محاميه في فرنسا، فابتلع الكعواشي المبلغ، وعاد إلى باريس خالي الوفاض، أو كما تقول العرب: “عاد بخفّي حنين”، ليبدأ بعدها في تدوير رواية أخرى من رواياته البطولية.

الغريب في الأمر أن الكعواشي لا يشعر بأي حرج وهو يطل بين الحين والآخر بخطاب حماسي، وادعاءات وُلدت من رحم الخيال، متقمصًا دور المنقذ والمفاوض والناطق الرسمي باسم الملايين من مغاربة العالم… فيا لها من تمثيلية هزلية، ويا لها من رقصة “ديك مذبوح” يؤديها أمام عدسات هاتفه في انتظار إعجاب أو تعليق يُعيد له شيئًا من وهج الزعامة المتخيلة.

لكن ما لا يفهمه هؤلاء الدخلاء على الشأن العام، أن المغاربة، في الداخل والخارج، صاروا أذكى من أن تنطلي عليهم هذه الحيل البالية. فالوطنية لا تُمنح بالشعارات، والشرعية لا تأتي من صور في ممرات المؤتمرات، ولا من تدوينة مرفقة بعلم الوطن.

بقي فقط أن نطمئن السيد الكعواشي: لا أحد ينافسك في هذا المنصب… ببساطة، لأنه غير موجود إلا في رأسك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: