القنيطرة تُغلق الطريق في وجه “البيضاء” وتفتحها أمام الأمل!

بوشعيب البازي

في زمن صارت فيه المخدرات الصلبة تُوزّع كما يُوزّع خبز الصباح، وتحوّلت بعض المدن إلى “محطات عبور” نحو الهلاك، تنهض ولاية أمن القنيطرة كـ”خط أحمر” يُرسم على خريطة الوطن، لا يُسمح بتجاوزه، ولا يُسامَح من يحاول اختراقه!

فلنكن صريحين ، القنيطرة ليست فقط محطة على الطريق الرابط بين الشمال الموبوء والجنوب المتعافي، بل هي اليوم قلعة أمنية تُحاصر الجريمة، وتُحبط أحلام بارونات “الكوكايين” قبل أن يُفرغوا سمومهم في شرايين الوطن. والفضل، بعد الله، يعود لجنود الظل في مديرية حماية التراب الوطني، تلك المديرية التي لا تنام، والتي لا تهاب، والتي لا تُعلن الحرب على تجار السموم بالكلمات، بل بالأصفاد والمداهمات والعمليات الدقيقة.

والواقع أن هذه المجهودات لم تعد فقط موضوع تقارير أمنية داخلية أو إحصائيات تُقرأ في الرفوف، بل تحوّلت إلى حكايات شعبية في المقاهي، وإلى مصدر فخر لأسر كانت مهددة بفقدان أبنائها في مستنقعات “القرقوبي” و”الكوكايين” و”البوفا”.

ولأن المعركة لا تُخاض من برج عاجي، كان لا بد من سواعد ميدانية: فرقة مكافحة المخدرات وفرقة محاربة العصابات بولاية أمن القنيطرة، جنود مدججون بالإرادة والعزيمة، لا يكلّون، لا يملّون، يُطاردون الشبح الأبيض من الأحياء الشعبية إلى الضواحي المعزولة، يُفكّكون شبكات، ويُجهضون صفقات، ويُوقفون “الكوماندوزات” المخدراتية التي تحلم بعبور سهل نحو المدن الكبرى.

وفي قلب هذا النسيج الأمني، يبرز والي أمن القنيطرة ونائبه كربّانين لسفينة لم تغرق رغم العواصف، يُديران العمل اليومي بمزيج من الحزم والاحترافية، يتابعان أدق التفاصيل، ويُشرفان على استراتيجيات تمنع قبل أن تعاقب، وتُحصّن قبل أن تُداهم.

وهل ننسى ما قامت به أجهزة حماية التراب الوطني في إنقاذ أطفال قاصرين من بين براثن تجار السموم؟ هل نغض الطرف عن الكم الهائل من العمليات الاستباقية التي جنّبت مؤسسات تعليميةً أن تتحول إلى أسواق سوداء للهلوسة؟

القنيطرة اليوم ليست مجرد مدينة في منتصف الطريق، بل صارت بوابة أمان بين مغربين ، مغرب الاستقرار ومغرب التغرير، مغرب الحماية ومغرب التهديد.

وإذا كانت المخدرات الصلبة قد وجدت لها يوماً ممراً في بعض المعابر، فإنها في القنيطرة وجدت سداً أمنياً لا يلين، وفِرقاً لا تساوم، ورجالاً يشتغلون في صمت… ليحفظوا صوت الحياة في شباب هذا الوطن.

فشكراً لهم… لأنهم لا يصنعون فقط أمن القنيطرة، بل يُحصّنون مستقبل المغرب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: