المغرب وسيراليون… معركة العبور إلى الحلم المونديالي

بقلم: بوشعيب البازي

في أجواء مصرية مشحونة بالحماس الكروي، يسدل الستار اليوم على مرحلة جديدة من بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 20 عامًا، حيث تنطلق مباريات ربع النهائي، وتبرز من بينها مواجهة المنتخب المغربي أمام نظيره السيراليوني، في موقعة وصفها مدرب “الأشبال” محمد وهبي بأنها “الأهم في المشوار”. ومحق هو، إذ لا تفصل الفريق عن حلم التأهل إلى مونديال تشيلي سوى 90 دقيقة، أو أكثر قليلاً.

في معسكر “الأسود الشابة”، لا مكان للتهاون. وهبي، الذي بدا في تصريحاته أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، أعلن أنها مباراة لا تقبل القسمة على اثنين: إما عبور إلى التاريخ، أو نكسة لا مبرر لها. وبصراحة، نبرته لا توحي بالتوتر بل بالحزم، خصوصًا حين قال: “لا مبرر للفشل إذا لم نفز”.

ويدخل المغرب المباراة وهو على رأس مجموعة عبرها بأداء متزن: انتصاران وتعادل، مع حصيلة 6 أهداف سجلت تطورًا ملموسًا في الأداء، الأمر الذي يعزز الثقة لدى الجماهير المغربية، ويضع اللاعبين أمام امتحان حقيقي لقدرتهم على التحول من مرحلة “الجيد” إلى “الاستثنائي”.

وتلقى وهبي دفعة معنوية كبيرة بعد تأكد جاهزية المدافع عبد الحميد آيت بودلال، المحترف في نادي أميان الفرنسي، والذي غاب عن آخر جولتين بسبب إصابة. وجود بودلال في الخط الخلفي لا يعزز فقط الدفاع، بل يضخّ جرعة من الثقة داخل التشكيلة، لا سيما وأنه اللاعب الوحيد الذي سبق له التواجد في معسكر المنتخب الأول تحت قيادة وليد الركراكي.

وهنا لا يمكن إغفال دور الركراكي نفسه، الذي خرج عن إطار مسؤولياته كمدرب للمنتخب الأول، ليؤكد حضوره المحتمل في نصف النهائي دعمًا للجيل القادم. الرجل لا يكتفي بمقاعد البدلاء في الدوري الفرنسي، بل يتنقل بين البطولات القارية والدولية ليصطاد المواهب ويشرف على التفاصيل. وهو اليوم يتابع ثلاثة أسماء من منتخب الشباب بعين فاحصة، بحثًا عن نجوم الغد.

المنتخب المغربي لا يدخل هذه البطولة فقط بحثًا عن لقب قاري، بل بغاية محددة: مقعد في مونديال الشباب. والاقتراب من ذلك الهدف يحتاج عبور محطة سيراليون، الفريق الذي لا يُستهان به، لكنه لا يملك الإرث الكروي ولا الاستعداد التكتيكي الذي يمتلكه المنتخب المغربي حاليًا.

وإذا كان التاريخ لا يُكتب بالكلام بل بالنتائج، فإن وهبي ولاعبيه يعرفون جيدًا أن هذا اليوم قد يكون نقطة تحول ليس فقط في مسيرتهم، بل في مستقبل الكرة المغربية التي بدأت تبني لنفسها هرمًا تنافسياً من الناشئين حتى الكبار، بتخطيط محكم ودعم مباشر من الاتحاد والمدربين.

وفي انتظار صافرة البداية على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة، يعلّق المغاربة آمالهم على أبناء وهبي… علّهم يقودون الحلم من بوابة سيراليون إلى سماء تشيلي.

 

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: