الغليان الشعبي في مخيمات تندوف: ثورة من الداخل أم بداية النهاية؟

بوشعيب البازي

ما تشهده مخيمات تندوف حاليًا يعكس تحولًا غير مسبوق في المزاج الشعبي لسكان المخيمات، الذين يبدو أنهم كسروا حاجز الخوف وبدأوا في التعبير عن رفضهم العلني للقيادة التقليدية لجبهة البوليساريو، وعلى رأسها إبراهيم غالي. هذا الغليان الشعبي، والذي تصفه مصادر محلية بأنه “ثورة من الداخل”، يطرح تحديات كبرى ليس فقط أمام قيادة الجبهة، بل أمام الدولة الجزائرية الراعية لها منذ عقود.

من جهة، تُظهر الرسائل الصوتية والمكتوبة التي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي حالة من التنسيق والتنظيم بين النشطاء، وهو ما يضفي على الاحتجاجات طابعًا غير عفوي، وقد يشير إلى بداية تشكل بديل سياسي أو اجتماعي داخل المخيمات. ومن جهة أخرى، يبدو أن قيادة البوليساريو تواجه صعوبات كبيرة في احتواء هذه الموجة، رغم استخدامها أساليب الضغط والتخويف المعهودة.

الدعم الجزائري، الذي كان يُعتبر الضامن الأساسي لاستمرار القيادة الحالية، بات اليوم مصدرًا للتأزم أكثر منه للحل، خصوصًا مع ازدياد الانتقادات الداخلية والخارجية للجزائر بشأن مسؤوليتها الإنسانية والسياسية عما يجري في المخيمات.

في المقابل، يلاحظ تنامي الدعم الدولي للمقترح المغربي بالحكم الذاتي، الذي بدأ يُنظر إليه كحل عملي وواقعي يحظى بقبول متزايد على الساحة الدولية، وهو ما يضع جبهة البوليساريو في وضع دفاعي، داخليًا وخارجيًا.

هل ترغب في تحليل ميداني أعمق للأسباب التي أدت إلى هذا الانفجار الشعبي في هذا التوقيت تحديدًا؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: