**”هشام جيراندو: حين يتحول ‘الناشط’ إلى قنّاص التشهير والابتزاز!

بوشعيب البازي

بعد سنوات من التلويح بشعارات الحرية وحقوق الإنسان، ها هو “الناشط” هشام جيراندو يُكشف أخيرًا عن وجهه الحقيقي: مبتز محترف، وتاجر تشهير، وصانع فوضى بامتياز! فالقضاء المغربي، بعد تحقيقات دقيقة، حكم عليه بـ 15 سنة سجنًا، وهي إقامة إجبارية في السجن قد لا تكفي لردع أمثاله، لكنها كافية لتنظيف الساحة من سمومه.

من “مدافع عن الحقوق” إلى “تاجر سمعة”!

لطالما اختفى أمثال جيراندو وراء شعارات برّاقة مثل “حرية التعبير” و”محاربة الفساد”، لكن الأكيد أنهم حوّلوها إلى واجهة لممارسة الابتزاز المنظم. فبدل أن يكون صوتًا للمظلومين، تحول إلى قناص يستهدف الأفراد والمؤسسات بتهم جاهزة، يطلقها هنا وهناك كالصواريخ، ثم ينتظر “المفاوضات” لسحبها!

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان جيراندو “ناشطًا” بالفعل، أم أنه كان يُدير مكتبًا للابتزاز الممنهج تحت غطاء النشاط الحقوقي؟ لأن الفارق بين الناشط والمبتز بسيط جدًا: الأول يفضح الفساد مجانًا، والثاني يبيعه بالمزاد!

“شهيد الحرية” أم “هارب من العدالة”؟

سيحاول بعضهم تقديم جيراندو كـ”ضحية” لنظام قمعي، لكن الحقيقة أن الأحكام القضائية لا تأتي من فراغ. فالقضاء المغربي، رغم كل الانتقادات، لديه ملفات سميكة تثبت تورطه في التشهير والابتزاز، وليس مجرد “اختلاف في الرأي”. فهل يعقل أن كل من يحاكمهم جيراندو ومدرسته هم “فاسدون”؟ أم أن الأمر تحوّل إلى صناعة اتهامات جاهزة تُباع لأعلى سعر؟

ولا ننسى أن ضحايا ابتزاز جيراندو ليسوا سياسيين فحسب، بل مواطنين عاديين تعرضوا للتشهير دون دليل، فقط لأنهم لم يخضعوا لشروطه! فهل هذه “حرية تعبير” أم “إرهاب رقمي”؟

15 سنة سجنًا: هل العقاب يتناسب مع الجريمة؟

البعض سيقول إن الحكم قاسٍ، لكن من يعرف حجم الأضرار التي خلفها أمثال جيراندو — من تشويه سمعة أشخاص ومؤسسات دون أدلة — سيدرك أن الابتزاز الإلكتروني أخطر من السرقة المسلحة! فالأول يسرق الكرامة قبل المال، ويُدمر الحياة الاجتماعية قبل المادية.

والمفارقة أن بعض “منظري الحرية المطلقة” سيصرخون ضد الحكم، متناسين أن حرية التعبير تنتهي حيث تبدأ حياة الآخرين. فليس من العدل أن يُترك المبتزون ينهشون في سمعة الناس ثم يهربون تحت شعار “هذه حرية رأي!”

العدالة تنتصر… لكن متى ينتهي سوق الابتزاز؟

الحكم على جيراندو رسالة قوية لكل من يحوّل “النشاط” إلى مهنة للابتزاز والتشهير، لكنه أيضًا اختبار لمصداقية المدافعين عن “الحقوق”. فإما أن يدعموا محاربة الابتزاز، أو أن يكشفوا أن دفاعهم مشروط بعدم مساس “أصدقائهم”!

فهل نتعلم من هذه الدروس، أم أن الساحة ستشهد “جيراندو جديدًا” يغير فقط اسمه، بينما يستمر نفس الأسلوب؟ العدالة بدأت عملها… فهل نكمل المسار؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: