حين تصير السيادة شوكة في حلق الجار: الصحراء مغربية رغم أنف الحملات البئيسة”

بوشعيب البازي

في منطقة لا ينقصها التعقيد، حيث السياسة تُطهى على نار الغاز وتُقدَّم على طبق من “المظلومية الإقليمية”، يطلّ علينا النظام الجزائري من جديد بخطاب مهترئ، مدّعيًا أنه حارس النقاء الثوري ومفسّر رسمي لمبدأ السيادة. لكن ما يخفيه هذا “الجار العزيز” تحت عباءة الدفاع عن الشعوب، لا يعدو أن يكون نزوة قديمة بحلة إعلامية جديدة، موجهة ضد استقرار المغرب ووحدته الترابية.

الجزائر التي لم تشف بعد من عقدة التاريخ المشترك – انتقلت من دعم انفصاليين يتجولون بجوازات سفرها، إلى التشكيك المباشر في سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، في تناقض فاضح مع القانون الدولي ومقررات مجلس الأمن، وبأسلوب لا يليق بدولة تدّعي احترام سيادة الآخرين.

الطريف أن هذا التصعيد لا يأتي من ساسة مغمورين أو معلقين مأجورين، بل يُضفى عليه طابع “رسمي”، عبر بيانات دبلوماسية ثقيلة الظل، وقنوات إعلامية لا تعيش إلا على خطاب العداء تجاه المغرب. تأويلات مشوهة، تزييف للتاريخ، وكأن السيادة المغربية بحاجة إلى “تأشيرة” من جيران لا يعترفون حتى بخطاب المنطق.

لكن، في مقابل هذا العبث الإعلامي والدبلوماسي، لا يسعنا إلا أن نذكّرهم بأن المغرب ليس دولة موسمية، وأن صحراءه ليست موضوعًا للتفاوض أو المقايضة. إنها قضية شعب ودولة ومؤسسات، يتقدّمها جلالة الملك محمد السادس، الذي يجعل من الوحدة الترابية عنوان الكرامة الوطنية، لا مجرد ملف إداري يُسحب كلما ضاق الأفق لدى الطرف الآخر.

الرد المغربي؟ بسيط، رزِين، وواضح: نحن لا نبيع الوهم، ولا نشتري صمت أحد. الحوار ممكن، التعاون مرحب به، لكن على قاعدة احترام السيادة الكاملة وغير القابلة للتجزئة.

وهنا يبرز دور الإعلام الوطني كخط دفاع أول ضد التزوير والتأويل، لا بالصراخ الفارغ، بل بالحجج القانونية والتاريخية، وبخطاب مهني يجعل الحقيقة واضحة كالشمس في قلب ليل الجارة الشرقية.

وإذا كان النظام الجزائري يرى في التشويش على قضية الصحراء متنفسًا من أزماته الداخلية، فعليه أن يعلم أن المغاربة لا يتعبون من الدفاع عن قضاياهم، ولا يملّون من التصدي لحملات لا تسمن ولا تغني من “شرعية”.

فلنطمئن، السيادة المغربية لا تهتز أمام البيانات المكررة، ولا تنهار أمام هاشتاغات مفبركة. والمغاربة، ملكًا وشعبًا، يعلمون جيدًا أن المعركة ليست فقط سياسية، بل هي أيضًا معركة وعي، ومناعة وطنية، وثقة لا تهتز.

أما الحقيقة فهي عصيّة على التزييف: الصحراء مغربية، والمغرب ماضٍ في طريقه بثبات، بينما البعض ما زال يبحث عن “دور إقليمي” بين شعارات مستهلكة، وحديث متأخر عن تقرير المصير… وهم أنفسهم لم يقرروا مصيرهم بعد

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: