دنيا باطمة… حين ينهض الفن المغربي من تحت الرماد، بينما الآخرون يقضون عطلتهم الفنية!

بوشعيب البازي

في مشهد فني يشبه قاعة انتظار طويلة ومملة، جلس بعض الفنانين المغاربة على كراسيهم الوثيرة، يحتسون قهوتهم الباردة، يتصفحون آخر صيحات الموضة على “إنستغرام”، في حين خرجت دنيا باطمة من العاصفة كما يخرج نجم من تحت الأنقاض، لا لتطلب التصفيق، بل لتأمر به.

دنيا، التي مرت من تجارب قد تكفي لإنتاج ثلاثة مسلسلات درامية وقصتين مستوحاة من الواقع، عادت إلى الساحة الفنية بقوة… لا، عذرًا، لم تعد، لأنها أصلاً لم تغادر! دخلت السجن، نعم، ولكن يبدو أن الإلهام دخل معها وخرج وهو يرتدي جلباب الأصالة، ويغني مقام الصبر والإصرار.

وفي الوقت الذي اختار فيه “فنانو الظل” أن يحوّلوا الساحة الفنية إلى منطقة راحة، ويؤثثوا منازلهم بجوائز لا نعلم من منحهم إياها، كانت دنيا تطرب الجماهير في مهرجانات دولية، وتلوّح بالعلم المغربي وسط تصفيقات لم يسمعها كثيرون، لأنهم كانوا منشغلين بحياكة المؤامرات في الكواليس.

لكن ما يحزّ في القلب – ويُضحك في الآن نفسه – أن هناك من ما زال يعتقد أن بإمكانه “إسقاط” دنيا باطمة، وكأنها تطبيق يمكن حذفه بكبسة زر! سُمح لهم بالدخول إلى الساحة، فظنوا أنفسهم حراسها، وراحوا يشكلون تحالفات سرّية لإقصاء من صارت صوتاً لا يمكن تجاوزه، وصورة لا تنطفئ ألوانها مهما اشتدت العاصفة.

أما دنيا، فببساطة، تغني. تغني لأن الفن بالنسبة لها ليس وظيفة، بل نَفَس. لأن الصوت حين يولد في بيت فني، لا يمكن إسكاته بوشوشات حاقدة أو همسات مملة. هي لا تنافس أحداً، فقط تذكّر الجميع أن الفن الأصيل ما زال موجوداً، وأن بعض الفنانين يجب فعلاً أن يمدّدوا عطلتهم الفنية… إلى أجل غير مسمّى

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: