البطل المغربي في الكيك بوكسينغ… حينما ينبض قلب مغربي في ميلانو!

بوشعيب البازي

من قلب مدينة ميلانو الإيطالية، حيث تختلط الثقافات وتتعدد الجنسيات، رفع الشاب مغربي سمير أزهر اسمه عالياً فوق الحلبات، ليبرهن مرة أخرى أن المغاربة، أينما حلّوا وارتحلوا، يتركون بصمتهم الذهبية.

البطل المغربي الشاب، الذي ينافس في وزن 62 كيلوغرامًا في رياضة الكيك بوكسينغ، لم يكتفِ بالمشاركة فقط، بل اعتلى منصة التتويج محققًا الميدالية الذهبية في البطولة الجهوية لمنطقة لومبارديا، واحدة من أقوى البطولات الجهوية في إيطاليا.

ورغم ولادته في الديار الإيطالية، لم ينس هذا البطل الصاعد جذوره العميقة، إذ ظل متشبثاً بهويته المغربية، يحمل علم وطنه في قلبه، قبل أن يحمله فوق كتفيه على منصة التتويج. تربية والديه كانت السلاح الأول: تربية مغربية أصيلة، غرست في داخله أن حب الوطن لا يُقاس بالمسافة، بل بالولاء والعمل والتفوق في كل الميادين، حتى الرياضية منها.

لم يكن طريقه سهلاً، فقد كان عليه أن يوازن بين عالمين صعبين: الرياضة والدراسة. وبرهن على أن الإرادة تصنع المعجزات، بعدما تمكن من تحقيق نتائج مشرفة في مجال الإعلاميات، مسجلاً معدلات دراسية عالية، تفتح أمامه أبواب النجاح الأكاديمي كما فتح أبواب التألق الرياضي.

قصة هذا البطل ليست قصة ميدالية فقط، بل قصة تربية مغربية أصيلة، تبرز أهمية الدور الذي يلعبه الآباء المغاربة في بلاد المهجر، حين يزرعون في أبنائهم حب الوطن والاعتزاز بالهوية والثقافة الأصلية.

فبينما ينشغل كثيرون بالذوبان في مجتمعات الإقامة، يحرص آباء مغاربة على تلقين أبنائهم أن النجاح الشخصي يجب أن يكون مرفقًا دائماً بحب الوطن والافتخار بالانتماء إليه.

إن هذا الإنجاز يؤكد مرة أخرى أن مغاربة العالم ليسوا فقط سفراء للثقافة المغربية، بل أيضاً نموذج حي للكفاءة والاجتهاد في جميع المجالات، سواء فوق الحلبات أو خلف شاشات الحواسيب أو في مدرجات الجامعات.

فكل تحية لهذا البطل المغربي، الذي أهدى الذهب لميلانو بروح مغربية، وأكد أن راية الوطن تبقى دائمًا مرفوعة، مهما بعدت المسافات!

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: