في عالم التيك توك المغربي، حيث المنصات الوطنية تعمل بكل جدّ للدفاع عن الوحدة الترابية وفضح أباطيل البروباغاندا الجزائرية، تطلّ علينا كائنات غريبة تحسب نفسها مالكة الحلبة والمصفقين معاً. ومن بين هؤلاء يبرز لنا “البطل” كولاغيول، الذي يبدو أنه قرر أن يصبح “زعيم الأمة التكتوكية” بلا منازع… حتى لو اضطر إلى قصف الجميع بالكلام الساقط والسب تحت الحزام!
منصة شكري، الرأي المغربي، سعيد ابرنوص، رضوان فروحي، وغيرهم من الأحرار المغاربة، يشتغلون بجد للدفاع عن ثوابت الوطن… بينما صاحبنا كولاغيول يبدو مشغولًا بحرب عالمية ثالثة ضد كل مغربي لا ينحني له أو يصفق له وهو يُلقي خطاباته “العظيمة” من على صهوة هاتفه المحمول.
والأجمل؟ أنه لم يكتفِ بالنقد (ويا ريت نقدًا محترمًا)، بل انتقل إلى السب، القذف، التهديد، التحقير، وضرب الأعراض كما وقع مع منصة “صباح الخير يا وطني”، وكأنه المندوب السامي للقذف المجاني والتهديد بالتخويف.
المضحك المبكي أن هذا الكائن يتصرف كأنه هو وحده الناطق الرسمي باسم المغاربة الأحرار، وكأن التيك توك المغربي أرض خاصة باسمه ممنوحة بظهير ملكي! يريد أن يوزع التعليمات: من يجب أن يتكلم؟ ومن يجب أن يسكت؟ ومن عليه أن يقف تحت المطر ليصفق له حتى لو كانت المسرحية فارغة وكراسيها مكسورة.
ولأن الأخلاق ليست عملة متداولة في مستنقع البعض، فإن أسلوب كولاغيول يكشف حجم التربية العجيبة التي تلقاها في حياته: شتائم سوقية، اتهامات ساقطة، وتهديدات خالية من أي ذرة مروءة أو احترام. والحقيقة أن من ينبت في الوحل، يصعب أن يوزع عطورا.
المغاربة اليوم يتساءلون: ما هذه الخباثة المركزة في شخص واحد؟ كيف يمكن أن يصل احتقار الآخر إلى هذا المستوى المذهل من الأنانية؟ هل حقًا يؤمن أن المغرب كله مجرد صفحة على تيك توك عليه أن يديرها وحده بالتصفيق والإملاءات؟
على أي، نقول له بكل بساطة: المغرب أكبر منك ومن تليفونك ومن “لايفاتك”، والوطن لا تحميه الشتامين، بل الأحرار الحقيقيون… أما الحفلات البئيسة للسب والقذف، فمكانها الطبيعي في سلة مهملات التاريخ.