جلسة صاخبة في محكمة الاستئناف بالدار البيضاء… سعيد الناصري يفتح النار على خصومه ويطالب بالمواجهة

عبد السلام العلكي

عاشت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يوم الجمعة 25 أبريل، لحظات محتدمة خلال جلسة جديدة من محاكمة سعيد الناصري، الرئيس الأسبق لفريق الوداد الرياضي ورئيس مجلس عمالة الدار البيضاء السابق، في إطار القضية المعروفة إعلامياً بـ”إسكوبار الصحراء”، والتي يتابع فيها إلى جانب أسماء سياسية بارزة بشبهات تبييض الأموال والارتباط بشبكات الاتجار في المخدرات.

الناصري، الذي حضر الجلسة مرتدياً قميصاً أزرق داكناً وسروالاً أسود، لم يُخفِ انفعاله وتوتره وهو يدلي بتصريحاته أمام هيئة المحكمة. التوتر بلغ حد تحديه الصريح لرئيس الجلسة، القاضي علي الطرشي، الذي اضطر غير مرة إلى مطالبته باحترام النظام. ورد الناصري بصوت حاد: “احترم راسك شوية… المحكمة ماشي تلميذ تتعلم من الناصري”، ما أثار استغراب الحضور وأضفى أجواء مشحونة على الجلسة.

لطيفة رأفت تدخل على خط الاتهامات

لكن المفاجأة التي فاجأت الجميع جاءت عندما اتهم الناصري الفنانة لطيفة رأفت بتقديم تصريحات “متناقضة” لدى الضابطة القضائية، مشككاً في أقوالها المتعلقة باستخدام فيلا بحي كاليفورنيا – كانت تقيم فيها أثناء زواجها من المتهم الرئيسي أحمد بن إبراهيم، المعروف بلقب “إسكوبار الصحراء” – في تنظيم سهرات وتعاطي المخدرات بإشراف منه شخصياً.

الناصري رفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً، مؤكداً أن الفنانة بقيت في الفيلا بعد طلاقها، وأن زواجها من “إسكوبار” تم في شتنبر 2014 بعد تعارف دام قرابة عام، مبرزاً أن ما ورد في شهاداتها يتناقض مع أقوال سابقة لطليقها.

اتهامات سياسية… وخيانة “رفيق درب”

الهجوم لم يتوقف عند الوسط الفني، إذ اتّهم الناصري زميله السابق في حزب الأصالة والمعاصرة، النائب البرلماني عبد الواحد شوقي، بالإدلاء بشهادة كاذبة أدت إلى دخوله السجن، معتبراً أن الهدف منها كان الاستيلاء على أرباح شركة كانت تجمع بينهما. وبنبرة امتزج فيها الغضب بالخذلان قال: “أنا في السجن وأولادي في الغربة، وهو الآن مرتاح. هذا جزاء تنازلي له عن مقعد برلماني داخل الحزب”.

شوقي كان قد نفى هذه المزاعم سابقاً، لكن الناصري أصرّ في الجلسة على أنها الحقيقة الكاملة، مضيفاً أن ما تعرض له ليس إلا نتيجة “مؤامرة سياسية” تقاطعت فيها المصالح والمكائد.

طلب مواجهة مباشرة مع خصومه

وفي خطوة تصعيدية، طالب الناصري المحكمة باستدعاء كل من لطيفة رأفت، و”إسكوبار الصحراء”، وعبد الواحد شوقي، للمثول أمامه في جلسة مواجهة مباشرة، مؤكداً أنه مستعد لتحمل أقصى العقوبات إن ثبت عليه أي اتهام. وأكد أن شهاداتهم “مليئة بالتناقضات” وأنه يحتفظ بأدلة قادرة على تفنيدها.

حضور لافت من نجم كروي سابق

في خضم هذه الأجواء المتوترة، سجل لاعب الوداد والمنتخب المغربي السابق، إسماعيل الحداد، حضوره بالمحكمة، دعماً لسعيد الناصري. ظهوره أثار الانتباه، باعتباره أول دعم علني من شخصية رياضية بارزة منذ تفجّر القضية.

ملف شائك بتقاطع السياسة والفن والجريمة

سعيد الناصري يواجه سلسلة من التهم الثقيلة، تشمل التزوير، الاحتيال، التلاعب بالشيكات، ترويج المخدرات بدون ترخيص، واستغلال النفوذ. القضية التي تتشابك فيها الخيوط بين السياسة والفن والجريمة المنظمة، لا تزال تتفاعل في أروقة القضاء، وينتظر أن تكشف عن تطورات جديدة في الأيام القادمة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: