من زمان والناس كيقولو: “معامن شفتك معامن شبهتك”، وكأنها لعنة اجتماعية أو كاميرا خفية كاتسجل كل جلسة وكل قعدة وكل “ستوري” مشترك فالتيك توك. فبمجرد ما يشوفوك مع شخص مشكوك فذوقه أو سلوكاته، راه الحكم نازل بحال الرعد: “هادو من نفس الطينة، الطيور على أشكالها تقع”.
ويا ويلك إلى تجمعتي مع واحد معروف بالكذوب، أو واحد ما كيعرفش يصلي ما بين القهوة والشيشة. راه المجتمع غادي يدير “سكرينشوت” لتجمعكم، ويبدأ التحليل: “أش من صلاح تنتظر منو؟ شفت معامن كيتحرك؟ راه طالع نازل مع القطيع!”
المشكلة فهذ المثل ماشي فيه هو، ولكن فالتطبيق ديالو على الواقع. تخيّل معايا واحد كيعرف غير يقول: “أنا ماشي بحالو”، ولكن لاصق فيه لصق اللصاق ديال الطاولة. ومن بعد يقولك: “الناس ظلموني، أنا كنت غير طالع معاه فالمنصة!”، آه آه، طبعًا، والمنصة فيها طاولة الاجتماعات السرية!
وما نساوش النسخة المؤنثة من المثل: كولاغيول، اللي واخد على عاتقه توزع صكوك الوطنية على حسب المقاطع والمشاركات. كلشي عندو واضح: اللي تابعو راه “فهمان”، واللي خالفو راه “بيبانُه مسدودة”. وهو ماشي غير طير، راه “ديك رومي” داير حملة انتخابية وسط حوش الحمام، وكل ما كبر الجوقة، كل ما زاد العجاج ديال الحكم الجاهز: “كلشي بحال بحال”.
وفي هاد الزمن ديال الـ”فلو” و”اللايف” و”الستوري”، كيبقى المثل الشعبي ساري المفعول بحال قانون الغاب: ما يهمش شنو درتي، ولكن معامن تلاقايت، ومعامن تشديتي فالصورة. الناس ما كتقراش النوايا، كتقرا الكاميرا الأمامية!
إيلا كنت باغي تسلم من “المقارنات المجانية” والتصنيفات السطحية، خاصك تدير حياتك بحال القهوة: بلا سكر، وبلا عشرة!