كاين واحد الكائن العجيب فالحياة التكتوكية ديالنا… ماشي بروفسور، ماشي طالبة، وماشي حتى شي مخلوق من عالمنا. سميتها “السيدة الطيّارة”. إييه، راه كاتطير كثر من الكلية، كثر من الطالبة ديال الماستر، وحتى من طيارة الإمارات نفسها!
هادي سيدة دخلات التيكتوك فنهار ماشي بحالو، ومن داك النهار ما بقينا عارفين واش هي فالأرض ولا مازالت فالسحاب. لا شي حد كايهضر معاها، لا شي حد كايسلم عليها، حيت بصراحة، السلام خاصو يطير باش يوصل ليها. واللي كيحاول يهضر معاها، كيتشد فواحد الفيلم طويل ديال الهدرة، بلا سيناريو، بلا نهاية، غير ضياع فالضياع.
كتدخل المنصة بحال شي إعصار ديال الثرثرة، كتبدا تهضر على كلشي، من تغير المناخ حتى الفلسفة الهندية، وانت كاتقلب على سبب وجودك فالحياة. ولكن، المضحك ماشي هنا… واحد النهار، بكل ثقة وبرودة دم، بدات كاتشرح لينا مقال رأي فالجيوستراتيجية! إييه، ماشي فطور الصباح، ماشي نصائح للدايت… لا لا، الجيوستراتيجية!
هي اللي حتى شهادة ابتدائية ما واضحة عندها، وكتخلط ما بين “الناتو” و”نيدو”، وكتبغي تفهم لينا موازين القوى فشرق المتوسط! حنا غاديين نتحماق، وهي كتقول:
“شوفو، راه الله الله… واحد داخل فيّا!”
وماشي غير كثرة الهدرة، راه هادي الكسالة ديال الإمارات. إييه، ماشي ديال سيدي معروف ولا ديال حي شعبي… ديال الإمارات، يعني كتكسّل وستايل. كتجي التيك توك فساعة ماشي ساعة، وكتخرج وانت كتحس براسك خرجتي من مهرجان الضحك بلا تذكرة.
وإلى قلت ليها: “عفاك، شنو رأيك فالمقال؟”، كتجاوبك بجملة ما كتفهم منها لا بداية لا نهاية، بحال “أنا كنآمن بالدور الاستراتيجي ديال الروح فالمجال الجيو-روحي فالعلاقات الدولية”، وانت كتقول مع راسك: “واش هادشي بصح ولا أنا ناعس؟”
واااعر! هاد السيدة خصها أوسكار فـ”تبديل الأصوات حسب المواقف”، ماشي غير طيارة، راه إذا كانت المسرحيات كتعاني من نقص فالممثلين، تجيب غير هي وتشطح بيهم بوحدها.
زيد عليها واحد الطالون جديد: الغناء بالكاروكي! إييه، وسط القسم، وسط الزحام، كتخرج الميكروفون ديالها اللي ما معروفش منين كتجيبو، وكتبدا تغني بحماس كأنها فـ”ذا فويس”، ولكن صوتها كيدوز من “فيروز” لـ”شيخة طراكس” فثانية. مرة كتغني بصوت رقيق بحال القيثارة، ومرة كتقلبو لصوت فحال ديال سبع مجروح فالغابة.
وماشي غير الصوت، حتى المواقف كتحدد النبرة ديالها. إلا كانت كتجاوب بوشتا : صوتها كيدوز على فلتر ديال الاحترام الزائد، بحال:
“آسي الأستاذ، هاد المسألة فيها واحد العمق فـالتحليل الجيو-روحي للواقع!”
ولكن إلا كانت كتعاير شي واحد، كيرجع الصوت ديالها بحال “زفزاف السوق”:
“سيري أختي راك مزال فالعصر الحجري، فينك والجيوبوليتيك؟”
وإلى قلبنا السيدا للكاروكي، كتبدا تغني شي أغاني اللي حتى سبوتيفاي ما يقبلهمش، وكتقول: “هاد الأغنية كتجسد المعاناة ديال الشعوب فالعصر النيوليبرالي!” وإنت كتشوف فصحابك وكتقول: “آش جاب الشعوب ونيوليبرالية لـ ‘إنت باغية واحد’؟”
بصراحة، لو كانت هاد السيدة برنامج، راه نكونو دابا كنديرو سبسكرايب شهري باش نكملو نتفرجو فيها.
المهم، واحد النهار كنتمنى تهبط، غير تهبط، باش نسلمو عليها، ونقولولها: “صباح الخير السيدة الطيّارة، مرحبا بك بيناتنا، راه اشتقنا للأرض.”