ولّينا فواحد الزمن زوين بزاف… زمن إذا ختلفتي مع شي حد فالرأي، يسبّ ليك الأم، يشتم الأب، يقذف فالنساء، ويعيّر الأطفال، ويختمها بالدعاء عليك فـ لايف مباشر كيتفرجو فيه آلاف ديال الناس بحال شي سيتكوم ديال الحقد والكراهية.
منين؟ من تيك توك طبعاً، المنصة اللي كانت خاصها تكون وسيلة للترفيه والتعبير، وولات اليوم أقرب لساحة معركة… بلا أخلاق، بلا تربية، بلا مستوى.
واش درتي تعليق مخالف؟ خدم راداراتك… راه الطيارات ديال السب جاية فالطريق.
واش قلت كلمة محترمة ولكن ما جاتش فخط “الزعيم”؟ استعد، راه غادي يسبّ لك الوالدين، ويشكك فدينك، ويقوليك: “منين جا هاد الكلب؟”.
فين وصلنا؟
وصلنا لزمن ولات فيه الأم ديالك عرضة للسب لأنك قلت: “ما متافقش معاك.”
الملة والدين، اللي كانوا خطوط حمراء، ولى الواحد كيتقذف بيهم فالكومنت بحال اللي كيرمي قشور الزريعة.
المرأة؟ ما بقاتش فمقام الأم والأخت… ولات هي الحلقة الأضعف اللي كيتصبو عليها الغازات السامة ديال العقول الفارغة.
والأطفال؟ حتى هما ولات عندهم بلاصة فالقصف المجاني، بلا سبب، بلا ذنب، غير لأن الأب أو الأم قالو كلمة ما عجباتش “مول اللايف”.
ولكن علاش؟
الجواب ساهل… قِلّة التربية.
ماشي قِلّة التعليم، راه كاينين أمّيين عندهم أخلاق أحسن من خريجي الجامعات.
اللي كيسبّ الأعراض ماشي ناقص ثقافة، راه ناقص أصل.
اللي كيقذف فالنساء وكيهدد الناس فاللايفات، ماشي “رجل قوي”، راه طفل كبير خايب التربية، ما عمر حد قال ليه “عيب”.
واللي ما عرفش حدود الكلام، غالباً ما عمرو سمع شي حد فدارهم يقول ليه: “سير اعتذر، ماشي هكا كيتحاور الناس”.
التربية هي الأساس.
اللي كيتربى فدار كتقول: “المرأة حشومة تسبها”، عمره ما يدخل لايف يسب أم شي حد.
اللي كيتربى على أن الخلاف ماشي حرب، ما غاديش يشهر سلاح السباب فوجه أي واحد ما متافقش معاه.
واللي كيتربى على الحشمة والوقار، ما غاديش يجيب سيرة الدين والملة باش يرضي جمهوره اللي فالغالب بحالو، بلا ضمير.
ولكن الخطير هو هاد “التطبيع”.
تولي تشوف السب فتيك توك وتقول: “عادي، راه غير لايف.”
تولي تسمع القذف فالنساء وتقول: “ماشي أول مرة.”
تولي تشوف التهديد وتقول: “واش غادي نحرك على كلشي؟”
لا خويا، هادي ماشي حياة رقمية… هادي مرايا المجتمع.
وإلا سكتنا اليوم، غدا ولدك ولا بنتك غادي يكونو وسط هاد الوحل، ساكتين… ولا مشاركين.
قبل ما تجي وتقول “حرية التعبير”، سُول راسك:
هل الحرية تعني أنك تسبّ أمي؟
هل التعبير هو أنك تشتم عرض الناس باش تبرر رأيك الخايب؟
هل الرجولة هي تتهدد عباد الله قدام الكاميرا وانتَ متخبي ورا شاشة؟
إلا كنتي كتشوفها “عاديات”… فرجع للدار، وبدا التربية من جديد