ملاحظة بسيطة قبل ما نبدا:
كتبت هاد المقال بالدارجة المغربية، ماشي حيث ما كنحترمش العربية، ولكن حيث القطيع التيكتوكي ما كيفهمهاش. العربية بالنسبة ليهم بحالها بحال الرياضيات النووية، معقدة بزاف على اللي مخلي العقل ديالو فالجيب ديال المؤثّر. فباش ما نضيعوش الوقت فـ”الترجمة الفورية”، قلنا نكتب ليهم بلغة يفهموها… يمكن يفهمو شي حاجة، ولا على الأقل يتحرك عندهم واحد الخلية رمادية منسية.
فهاد البلاد الرقمية المسماة تيك توك، ولات الشهرة كتجي ماشي على حساب الفكرة، ولكن على حساب حجم الفضيحة وعدد السباب فاللايف. وسط هاد العجب، طلع لينا واحد النوع من البشر كيشكلو ظاهرة اجتماعية – أو بالأحرى كارثة إلكترونية – واسمهم: القطيع التيكتوكي.
هاد القطيع، ماشي قطيع ديال غنم، لا لا، هادو ناس عندهم تليفونات ذكية ولكن بعقول ناعسة. يتبعو أي مؤثّر، واخا يكون داير فيديو كيهضر فيه على الطب النووي، ومن بعد فيديو كيسبّ فيه عباد الله، ويختمها بلايف كيبكي فيه على الوطنية… وكلشي كيصفق، بلا ما يسولو راسهم: شنو واقع؟
المؤثّر يقول: “اليوم غادي نهاجمو فلان!”
القطيع: “سمعًا وطاعة!”
المؤثّر يعيّط على شي منصة كتخدم وكتوعي الناس: “هادو خونة!”
القطيع: “خونة وخايبِين! بلا ما نعرفو علاش!”
راه ماشي مهم تكون عندك فكرة، المهم تكون تابع، واخا يكون داكشي كيسوّقك للهاوية وانتَ كتغوت: “عاش القائد!”
القطيع التيكتوكي داير بحال الروبو، كتجيه التعليمات من عند سيدو المؤثر، وكيبدا يهاجم الناس فالكومنتيرات، يسب، يشهر، يخوّن، ويستعمل كلمات يعجز عنها حتى معجم البذاءة. وماشي غي هكاك… كيحس براسو مجاهد إلكتروني، كيدافع على “الوطنية”، اللي ولات عندو بحال بطاقة تعبئة: تقدر تشريها بلا ما تفهم المعنى ديالها.
المصيبة أن هاد القطيع ما كيسكتش، وكيستهدف حتى الصفحات والمنصات الجادة، اللي كتناقش مواضيع مهمة، بحال التعليم، الاقتصاد، الهوية… ولكن واخا تكون كتهضر بالمنطق وبالاحترام، إلا ما كنتش فـ “طابور المولاهم”، راك “خائن، مسخر، مدفوع، بغيتي تخرب البلاد”.
وإلا المؤثر دار شي كذبة باينة؟ القطيع كيدير ليه تحليلات فزيائية باش يبرر الكذبة.
وإلا دار شي سلوك خايب؟ القطيع كيبكي معاه وكيقوليك “كيتعرض للمؤامرة”.
المهم، العقل فإجازة، والتابع تابع، حتى لو كان المولى تايه فالخريطة!
فالخِتام، نقولو للقطيع التيكتوكي:
راكم ماشي جنود، راكم مجرد فولوورز بلا بوصلة. تيك توك راه ماشي قبيلة، والمؤثّر راه ماشي نبي. دير عقلك، وقبل ما تهاجم شي حد، سُول: علاش؟ واش عندي دليل؟ واش فعلاً هادشي اللي كندير كيساهم فشي حاجة؟
ولا بغيتي تبقى تابع… راه حتى الجرف عندو طريق، ولكن ما فيه رجعة.