كولايور وسارا 38: حين يتحوّل “الدعم” إلى “تحكم عن بُعد”

بوشعيب البازي

في زمن التيك توك، لا غرابة أن تنقلب الموازين، فيصبح المؤثر “مؤثَّرًا عليه”، ويُستبدل التحكم الذاتي بجهاز تحكم عن بُعد تحمله سارا 38، الداعمة الغامضة التي خرجت من الظل، لا لتوزع الهدايا، بل لتوزّع التعليمات.

سارا 38، التي تحولت من “داعمة” إلى “مديرة أعمال وجدانية”، باتت اليوم تسير كولايور بخيوط خفية، تحدد له قائمة الأصدقاء، وتمنعه من النطق بأسماء معينة، وتحذره من التقرب من شخصيات معينة بحجج تتراوح بين الغيرة، الحسد، أو مجرد “الإحساس الداخلي” الذي لا يُردّ له أمر.

والنتيجة؟ أصبحت سارا 38 المايسترو في كواليس المنصة، تحرّك كولايور كما تشاء: اليوم يقطع علاقته بجوهرة، غدًا يهاجم سعيد أبرنوص، وبعده يتحسر على “صداقة لم يُكتب لها الاستمرار”، طبعًا بأمر من القيادة العليا لسارا.

يتساءل البعض (وهم محقون في ذلك): من هو الرجل الحقيقي في هذه الثنائية؟ هل هو كولايور صاحب البث المباشر و”تخراج العينين”، أم سارا 38 التي تكتب السيناريو وتوجه البطل من الكواليس؟

كولايور الذي لطالما صدّع رؤوس متابعيه بشعارات الرجولة والمبادئ، صار اليوم “منبطحًا أدبيًا” – طبعًا ليس بمعنى تيك توكي، بل بالمعنى الكلاسيكي: فاقدًا للبوصلة، يتبع الدعم حيثما توجهه، ويقفز من موقف لآخر حسب حجم الهدايا ومزاج السيدة الأولى للمنصة.

فيا عزيزي كولايور، الرجولة لا تقاس بعدد المشاهدات ولا بحجم الورود الافتراضية، بل بالمواقف. أما أن تتحول إلى مجرد تطبيق صوتي لأوامر سارا 38، فذاك ليس دعمًا، بل استعباد رقمي بنكهة رومانسية مغشوشة.

وفي الختام، نقول: التيك توك كشف لنا عن مؤثرين، لكنه أيضًا كشف لنا عن مسيّرين، وللأسف، هناك من اختار أن يكون “مؤثَّرًا به” أكثر من أن يكون صاحب أثر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: