كولايور… الكريسون الذي ظن نفسه ملك التيك توك!

بوشعيب البازي

ها نحن أمام ظاهرة “تيكتوكية” عجيبة، بطلها شخص يظن نفسه السلطان سليمان، لكنه في الحقيقة مجرد “كولايور”… اسم على مسمّى! يعيش في شاحنة أمريكية، يتجول بها وكأنه القائد الأعلى للقوات التيكتوكية، يصدر الأوامر، يحذف، يهاجم، ويُنصّب نفسه الوصي الرسمي على المغاربة، من خلف مقود شاحنة تعبة و”واي فاي” متقطع.

من داخل كابينته المهترئة، يظهر علينا كولايور ببذلة التعجرف الرسمية: نظرات فوقية، صوت رخيم مليء بالخبث، وعبارات مشبعة بنكران الجميل. نسي أو تناسى أن من أوصله إلى حيث هو الآن هم أولئك “الأحرار” الذين دافعوا عنه، وقصفوا خصومه، حتى اتُّهِموا بالخيانة والعمالة وهم لا يملكون إلا حب الوطن.

لكن ما الذي تغيّر؟ ببساطة: كولايور التِكْتُوكِي “انبطح” أمام الأضواء، وغرق في مستنقع الأنا، يقوده قلب لا ينبض إلا بالأنانية، وعقل تديره… “مديرة أعماله” سارا 38! آه يا سارا، يا من صرتِ الرائد الرسمي لسفينة كولاغيول، توجهين الدفّة حيث تشائين، وهو يصفق كأنه في عرض مسرحي اسمه “أنا رجل… إذا وافقت سارا”.

فأين هي الرجولة حين تتحول من قائد إلى أداة؟ وأين هي الحرية حين يُسيّرك حقد امرأة تغار حتى من ظلّ المارة في اللايفات؟

المصيبة ليست في تمثيله فقط، بل في محاولاته تمرير المغالطات كأن التيك توك ملك خاص باسمه، “كولايور.كوم”. تراه يتهكم على المغاربة، يوزّع الوصاية على هذا، والعمالة على ذاك، ليجعل من الوطن مشروعا لزرع “الترندات”، ومن أعراض الناس سلعة يومية للترويج الشخصي.

يهاجم المقدسات؟ لا بأس، المهم اللايكات. يسخر من المرأة المغربية؟ لا مشكلة، فالمداخيل في ارتفاع! لكن أن ينتقده أحد؟ هنا تقوم الساعة، ويبدأ مسلسل الردح، والتباكي على رجولته الإلكترونية التي تسقط عند أول تعليق مخالف.

خرجاته الأخيرة كانت أشبه بـ”قفزة الكريسون” قبل السقوط، فقط لأنه علم أن المقالات بدأت تُكتب، والحقائق بدأت تُفضح. لم يعد الأمر يتعلق برأي، بل بكشف كذبة التيك توك الكبرى، كذبة من ظن نفسه مؤثراً بينما هو مرفوض من كل المنصات، مطرود من كل العقول السليمة.

اليوم، يتطاول على المغاربة، على من صنعوه، على من ظنوا فيه الخير فزرعوا له الورود، فرد عليهم بالأشواك. لكنه نسي أن الأرض التي أنبتته قادرة على اقتلاعه… وما التيك توك إلا موجة، وكل من طفا فوقها بلا أساس، سيغرق لا محالة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: