عمان تعلن دعمها لمغربية الصحراء وتوجه صفعة دبلوماسية للجزائر

بوشعيب البازي

أعلنت سلطنة عمان، الأحد، دعمها للوحدة الترابية للمغرب وحقه الكامل في السيادة على أراضيه، معربة عن تقديرها لحكمة القيادة المغربية في التمسك بالحلول السلمية التي تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية. وجاء هذا الموقف خلال بيان مشترك أعقب الدورة السابعة للجنة المغربية – العمانية المشتركة التي انعقدت بمسقط، برئاسة وزيري خارجية البلدين، ناصر بوريطة وبدر بن حمد البوسعيدي.

ويمثل الموقف العماني تطورًا لافتًا، يشكل صدمة دبلوماسية للجزائر التي كانت تراهن على حياد مسقط وعلاقتها الودية معها. ويُعتبر إعلان سلطنة عمان دعمها لمغربية الصحراء، وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي، انضمامًا صريحًا إلى صف الدول الخليجية الداعمة للرباط، وهو ما لم تكن الجزائر تتوقعه، خاصة بالنظر إلى سياسة الحياد التي عُرفت بها السلطنة.

وترى الجزائر في هذا الموقف تحولًا مفاجئًا يقوّض إحدى ركائز توازنها الرمزي في منطقة الخليج، خصوصًا في ظل العلاقات الثقافية والمذهبية التي تجمعها بعمان، وأبرزها التقاطع في الانتماء للمذهب الإباضي. وعُرفت سلطنة عمان باهتمامها بالمجتمع الإباضي في الجزائر، حيث تقدم منحًا دراسية وتستقبل طلابًا جزائريين، كما لعبت دور الوسيط عام 2015 خلال أزمة غرداية.

وفي هذا السياق، صرح الخبير في الشؤون الدولية محمد بودن أن دعم مسقط للوحدة الترابية المغربية ينسجم مع الزخم الدولي المتزايد المؤيد لسيادة المغرب على صحرائه، ويعكس إرادة دولية واسعة النطاق. وأضاف أن موقف عمان ينطلق من سياسة دبلوماسية سيادية لا تخضع لضغوط الأطراف الأخرى.

وكانت الجزائر قد حاولت في الأشهر الماضية تعزيز علاقاتها مع سلطنة عمان من خلال زيارات رفيعة المستوى، أبرزها زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى مسقط، تلتها زيارة وزير الخارجية أحمد عطاف حاملاً رسالة إلى السلطان هيثم بن طارق، غير أن هذه الجهود لم تؤثر على استقلالية القرار العماني.

وأكد محسن الندوي، رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أن موقف سلطنة عمان يعكس متانة العلاقات الثنائية مع المغرب، متوقعًا أن تخطو مسقط خطوات إضافية في دعم الرباط، من بينها افتتاح قنصلية لها في مدينتي العيون أو الداخلة، أسوة بدول عربية أخرى مثل الإمارات والأردن وجزر القمر.

وأشاد البيان المشترك بالدور الريادي للعاهل المغربي الملك محمد السادس في تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية، كما ثمن الجهود التي يبذلها، بصفته رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن مدينة القدس الشريف وهويتها الحضارية.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية العماني عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدًا حرص مسقط على تعزيزها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة. وسجل ارتياحه لتطابق رؤى قيادتي البلدين تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

بدوره، نوّه ناصر بوريطة بانتظام انعقاد اللجنة المشتركة خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا ذلك دليلًا على رغبة المغرب وسلطنة عمان في تعزيز التشاور والتعاون المستمرين، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تطلعات قائدي البلدين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: