الخيانة والانفصال على منصات تيك توك: بين حرية التعبير وخدمة الأجندات الخارجية
بوشعيب البازي
في عالم الإعلام الجديد، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مسرحًا للأفكار والمواقف، يشهد تطبيق “تيك توك” تصاعدًا في النقاشات حول قضايا حساسة مثل الخيانة والانفصال. وخلال أحد اللقاءات المباشرة الأخيرة، طُرحت العديد من الأسئلة القانونية حول عقوبة الخيانة، ومن يتعامل مع الخونة، ومن يسعى لتلميع صورتهم، مما أثار جدلًا واسعًا بين المتابعين.
تساءل المواطنون عن مدى العقوبات التي يمكن أن تلاحق الخائن للوطن، سواء كان ذلك من خلال التعاون مع جهات معادية أو الترويج لأفكار انفصالية تضر بالمصالح الوطنية. كما شمل النقاش مسؤولية الجهات التي تتعامل مع هؤلاء الخونة وتمنحهم منصة لترويج أفكارهم، خاصة عندما تكون الخيانة موجهة ضد المصلحة الوطنية بتوجيه من جهات خارجية.
القوانين في العديد من الدول تعاقب بشدة من يتورط في خيانة الوطن، خاصة إذا كان ذلك يمس السيادة الوطنية أو يهدد الاستقرار الداخلي. ويعتبر التعاون مع جهات معادية والترويج لأفكار تضر بالوطن شكلًا من أشكال الخيانة التي تستوجب المحاسبة القانونية.
منصات التواصل ودورها في ترويج الأجندات المشبوهة
لم تعد “تيك توك” مجرد منصة ترفيهية، بل أصبحت ساحة حرب إعلامية، حيث تحاول بعض الحسابات التلاعب بالرأي العام من خلال الطرح الموجه للأسئلة ومحاولة جرّ المتدخلين إلى أخطاء تكشف عن مواقف معينة. وأظهرت بعض النقاشات أن هذه التدخلات لم تكن بريئة، بل كانت محاولات لخلق بلبلة وإعطاء الشرعية لأطراف معادية للوطن.
اللافت أن العديد من المدافعين عن الخونة والانفصاليين ظهروا على هذه المنصات تحت شعارات فضفاضة مثل “حرية التعبير” أو “حقوق الإنسان”، بينما هم في الواقع ينفذون أجندات واضحة. وتمكنت الردود القوية من إسكات هذه الأصوات، وكشف مدى ضعف موقفهم، حيث بدوا تابعين لجهات خارجية تخدم مصالح محددة.
الخطر القادم من الداخل والخارج
بينما تحاول بعض الجهات زعزعة الاستقرار الوطني من الخارج، هناك من يعمل على تسهيل هذه المهمة من الداخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أثبتت بعض اللقاءات أن هناك تيارًا يعمل لصالح أجندات خارجية تحت غطاء “التامغرابيت”، في محاولة لتوجيه الرأي العام وتغذية الانقسامات.
المتتبع لهذه النقاشات يدرك أن هناك فرقًا بين الحوارات العفوية والموجهة، وأن بعض الجهات تسعى لاستغلال السذاجة الإعلامية لبعض المستخدمين لتمرير أفكار خطيرة تمس بالوحدة الوطنية. وهذا يتطلب مزيدًا من الحيطة والحذر في التعامل مع هذه المنصات، وعدم الوقوع في فخ الدعاية المضللة التي تخدم أجندات معادية.
تيك توك، كغيره من منصات التواصل، يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين. فهو وسيلة لنشر الوعي، لكنه أيضًا مجال لاستغلال بعض الأطراف لتمرير أفكار خبيثة تستهدف استقرار الوطن. لذا، فإن المسؤولية تقع على الجميع في التصدي لهذه الظواهر وعدم الانجرار خلف حملات مشبوهة تهدد الأمن الوطني باسم حرية التعبير.