لا شيء يبرر المساس بكرامة الإنسان، وخاصة عندما يكون ذلك من خلال التشهير والتشويه الممنهج. في الأيام الأخيرة، انتشر فيديو غير قانوني قام فيه أحد الأشخاص بتصوير بعض النساء المغربيات اللواتي يشتغلن في الحقول الموسمية للفراولة، متهمًا إياهن بالفساد والدعارة مع الأجانب. هذا التصرف ليس فقط انتهاكًا لحقوقهن، بل هو إساءة مباشرة لكل امرأة مغربية تعمل بكرامة وشرف من أجل إعالة أسرتها.
المرأة المغربية: رمز التضحية والمسؤولية
النساء اللواتي يشتغلن في الحقول الموسمية يتركن عائلاتهن وأبناءهن بحثًا عن لقمة العيش الكريم، في ظروف صعبة وأحيانًا قاسية، لكنهن يثبتن دائمًا أنهن قويات وصبورات. فكيف يمكن أن تُكافأ هذه التضحية بالتشهير والإهانة؟ إن تصويرهن دون إذن، ثم التشكيك في نواياهن، ليس سوى محاولة خسيسة لضرب صورة المرأة المغربية التي عُرفت عبر التاريخ بشجاعتها ونبلها.
إن الادعاء بأن هؤلاء النساء لا يذهبن للعمل بل للدعارة هو افتراء خطير يعكس قلة وعي وانعدام أخلاق. فليس من حق أي شخص أن يصدر أحكامًا على الآخرين دون دليل، خاصة عندما يكون الهدف هو التشويه والإساءة.
الفيديو الذي انتشر ليس مجرد إساءة لهؤلاء النساء، بل هو إساءة لجميع المغربيات، لأنه يعمم صورة نمطية خاطئة تمس كرامة المرأة المغربية. فكل امرأة مغربية، سواء كانت عاملة أو ربة بيت، تستحق الاحترام والتقدير، ولا يجوز لأي شخص أن يتطاول عليها أو يشوه صورتها بهذا الشكل المهين.
إن مثل هذه الأفعال يجب أن تواجه بحزم، لأن تركها دون ردع سيشجع آخرين على ارتكاب جرائم مماثلة. المرأة المغربية ليست سلعة للنيل من شرفها أو التشكيك في نواياها، بل هي عماد المجتمع وشريكة في بنائه.
القانون المغربي واضح في مثل هذه الحالات، والتشهير بالأشخاص، خاصة إذا كان يهدف إلى الإساءة لكرامتهم، يُعد جريمة يعاقب عليها القانون. لذا، يجب أن تتم متابعة قضائية صارمة ضد الشخص الذي نشر هذا الفيديو، ليكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه الإساءة إلى شرف وكرامة المغاربة.
التشهير ليس حرية تعبير، بل هو اعتداء على كرامة الإنسان، ولا يمكن التساهل مع من يتعمد إهانة النساء والتقليل من شأنهن عبر منصات التواصل الاجتماعي. وعلى الجهات المختصة أن تتحرك بسرعة لضمان محاسبة المسؤول عن هذا الفعل الشنيع، وإنصاف النساء اللواتي تعرضن لهذا التشويه المتعمد.
كرامة المرأة المغربية خط أحمر، ولا يمكن السماح لأي شخص بأن يتطاول عليها أو يشوه صورتها. هؤلاء النساء العاملات في الحقول الموسمية لا يحتجن إلى التشكيك في أخلاقهن، بل إلى الاحترام والدعم. وأي محاولة للنيل من شرفهن يجب أن تواجه بالقانون، لأن المجتمع الذي لا يحترم نساءه، لا يمكن أن يتقدم.
إن الدفاع عن كرامة المرأة المغربية واجب على كل فرد، وأي شخص يتطاول عليها بالتشهير والتشويه، يجب أن يلقى الجزاء الذي يستحقه. فلا تسامح مع من ينشر الفتنة والأكاذيب، ولا تهاون مع من يعتدي على شرف المغربيات.