عندما يتحدث خائن الوطن عن الوطنية: سعيد البارصا نموذجًا

حنان الفاتحي

في مشهد يعكس قمة التناقض والانفصام السياسي، يخرج اليوم المدعو سعيد البارصا ليحاول تقديم دروس في الوطنية، وهو الذي عرف عنه تواطؤه مع المخابرات الجزائرية وخيانته لقضايا بلاده، بل وتهديده للمغاربة بعبارات تحريضية خطيرة وصلت إلى حد الوعيد بتقطيعهم. هذا الشخص، الذي رهن مواقفه لصالح أجندات خارجية معادية للوطن، يريد اليوم أن يتحدث عن الجمعيات المغربية بالخارج وعن مفاهيم الوطنية، وكأنه لم يكن يومًا من أكثر المتحاملين على مقدسات المغرب وشعبه.

كيف يعقل لشخص باع وطنه وخان شعبه أن يجرؤ على الحديث عن الوطنية؟ إن الوطنية ليست مجرد شعارات رنانة ولا مجالًا للمزايدات السياسية، بل هي مواقف نابعة من الإيمان العميق بقضايا الوطن والدفاع عنها في كل المحافل. من يفقد ولاءه لوطنه ويتحالف مع خصومه، لا يمكن أن تكون له أي شرعية أخلاقية في الحديث عن قضايا الوطن، بل يصبح فاقدًا لأي مصداقية سياسية أو اجتماعية.

الخيانة الوطنية ليست مجرد اختلاف في الرأي أو الموقف السياسي، بل هي تجاوز لكل الخطوط الحمراء من خلال التآمر مع جهات أجنبية ضد مصلحة الوطن. والخائن يفقد تلقائيًا حقه في الوطنية، لأنه ببساطة اختار الاصطفاف مع أعداء بلاده. الوطنية ليست بطاقة هوية، بل هي انتماء حقيقي وولاء غير مشروط للوطن، والخائن حينما ينطق باسمها، فإنه يحاول فقط تبييض صورته الملطخة بالخيانة والتآمر.

إن المغاربة الأحرار الذين يضحون من أجل بلدهم لا يقبلون أن يتحول خائن إلى واعظ في الوطنية، ولا أن يُمنح من خان أرضه وشعبه أي مجال للتأثير أو تمرير خطابه المضلل. فالوطنية ليست لمن يساوم عليها، بل لمن يحميها ويضحي من أجلها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: