يبدو أن سعيد البارصا قد وجد نفسه في عزلة تامة بعد أن تخلت عنه الجهات التي كانت تستغله كأداة لتحقيق أهدافها، وأصبح مجرد ورقة محروقة لا قيمة لها. فبعد أن كان يحاول تبرير مواقفه من خلال بث مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تيك توك، لم يعد يجد من يستمع إليه أو يصدقه، بعدما انكشفت حقيقة دوره في استهداف بلده المغرب لصالح أطراف خارجية.
طرده من عمله كحامل للحقائب في مطار لييج ببلجيكا لم يكن سوى بداية لمسلسل انهياره، ليجد نفسه عاطلًا عن العمل، متروكًا حتى من الذين وعدوه بالدعم. ومطعمه، الذي كان يعول عليه ليكون مصدر رزقه الجديد، لم يجذب الزبائن، وكأن المال الذي حصل عليه بطرق مشبوهة قد أصبح نقمة عليه بدل أن يكون نعمة.
ولا تمر هذه الخيانة دون عواقب، سواء على المستوى القانوني أو الاجتماعي أو الشخصي. فعلى المستوى القانوني، تتراوح العقوبات بين الإعدام أو السجن المؤبد في حالات التآمر والتجسس، والسجن لسنوات طويلة لمن يثبت تورطه في التحريض ضد بلده أو نشر معلومات تهدد الأمن القومي، إضافة إلى إسقاط الجنسية في بعض الدول ومصادرة الممتلكات. أما على المستوى الاجتماعي، فإن الخائن يصبح منبوذًا في مجتمعه، ويفقد أي دعم سياسي أو إعلامي، وينتهي به الحال في عزلة وندم بعدما يكتشف أن المال والمصالح الشخصية لا تعوض فقدان الوطن والكرامة.
قصة سعيد البارصا ليست سوى نموذج آخر لمن اختار الخيانة والتآمر على وطنه، ليجد نفسه في النهاية منبوذًا، بلا وطن ولا كرامة. هي رسالة واضحة لكل من تسوّل له نفسه بيع مبادئه مقابل وعود زائفة: الأوطان لا تنسى، والتاريخ لا يرحم، ومن يخون وطنه اليوم سيجد نفسه غدًا بلا مأوى، تمامًا كما انتهى سعيد البارصا.