خيانة الوطن وسقوط الأقنعة: سعيد البارصا وأتباعه

مجدي فاطمة الزهراء

الخيانة ليست مجرد فعل عابر، بل هي موقف يتجذر في نفوس ضعيفة باعت مصالحها الشخصية فوق مصلحة الوطن. هذا تمامًا ما يجسده سعيد البارصا ، الذي كان أداة بيد المخابرات الجزائرية لضرب المغرب وقيمه، قبل أن يجد نفسه اليوم معزولًا بعدما أُغلقت في وجهه مصادر التمويل والدعم التي كان يستغلها في تنفيذ مخططاته التخريبية.

لم يكن سقوط سعيد البارصا مفاجئًا، فمثل هذه الأدوات غالبًا ما تُستهلك ثم تُرمى عندما ينتهي دورها. لكن المثير في الأمر هو محاولاته اليائسة اليوم للتواصل مع بعض المغاربة لتبرير خيانته، في محاولة بائسة لغسل يديه من أفعاله المشينة. الأخطر من ذلك، أن بعض الأشخاص الذين تحوم حولهم شبهات التورط في قضايا مشبوهة، باتوا يبررون له خيانته، محاولين تلميع صورته وكأنهم يسعون لإعادة تدويره في مشهد سياسي أو إعلامي يخدم أجندات مشبوهة.

وكما يقول المثل المغربي: “معامن شفتك، معامن شبهتك”، فلا يمكن تبرئة هؤلاء أو التغاضي عن نواياهم، خاصة وأن بعضهم لازال مبحوثًا عنه في قضايا تتعلق بالمس بأمن البلاد. فهل هو تعاطف بريء، أم أن هناك مصالح خفية تربطهم ببعضهم البعض؟ وهل الهدف هو التمهيد لعودة الخونة إلى المشهد عبر بوابة “المظلومية”؟

الأكيد أن المغاربة اليوم أكثر وعيًا بهذه الألاعيب، ولن تنطلي عليهم محاولات التلميع والتبرير، لأن خيانة الوطن خط أحمر لا يُمحى بمجرد أعذار واهية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: