مع اقتراب موعد الجلسة المغلقة لمجلس الأمن الدولي، المقررة في منتصف أبريل المقبل، تتزايد الدعوات إلى مراجعة دور بعثات حفظ السلام التي لم تحقق أهدافها، وعلى رأسها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء المغربية (مينورسو).
تقرير أميركي يدعو إلى إنهاء مهام مينورسو
كشف تقرير حديث صادر عن “معهد أميركان إنتربرايز” أن بعثة مينورسو، التي تأسست عام 1991، لم تتمكن من تحقيق الغاية التي أنشئت من أجلها، والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء المغربية. وأشار التقرير إلى أن البعثة لم تنجح في تنفيذ الاستفتاء، كما أن دورها الرقابي لم يسهم في حل النزاع بل أدى إلى استمراره، مما يثير تساؤلات حول جدوى استمرار تمويلها.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة، التي تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، باتت تراجع موقفها من تمويل هذه البعثة، خاصة في ظل التوجه الأميركي نحو تقليص الإنفاق على عمليات حفظ السلام الأممية التي لا تحقق نتائج ملموسة.
وفي هذا السياق، أوضح الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية هشام معتضد أن أي تقليص محتمل في مساهمات واشنطن ببعثات حفظ السلام سيؤثر بشكل مباشر على مهام مينورسو. وأضاف أن البعثة أصبحت تفقد فاعليتها وسط التطورات السياسية المتلاحقة، ما يجعل من الضروري إعادة تقييم دورها، بحيث تتحول إلى “مراقب إيجابي” يسهم في تنفيذ حل سياسي عملي ودائم يتماشى مع قرارات مجلس الأمن، التي لم تعد تشير إلى الاستفتاء كخيار للحل.
من جانبه، يرى عباس وردي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن تقرير “أميركان إنتربرايز” يعكس توجهاً دولياً نحو إنهاء وضعية “الملف العالق” في أروقة اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، وهو ما يتماشى مع المسار الذي كرسته قرارات مجلس الأمن، التي تدعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب عام 2007 كحل نهائي للنزاع.
على الرغم من عدم تحقيقها لأهدافها، تستمر ميزانية بعثة مينورسو في الارتفاع، إذ كشف تقرير اللجنة الاستشارية لشؤون الإدارة والميزانية التابعة للأمم المتحدة أن ميزانيتها الحالية بلغت 70 مليون دولار، بزيادة تفوق 6 ملايين دولار عن العام المالي 2024.
وتأتي هذه الأرقام في وقت سبق للرئيس الأميركي السابق، خلال ولايته الأولى، أن قرر تقليص مساهمة بلاده في تمويل بعثات حفظ السلام بنسبة 54%، ما أثر بشكل مباشر على عمليات مثل مينورسو، التي تضم حالياً 245 عسكرياً إلى جانب 466 موظفاً مدنياً وأمنياً.
جلسة مجلس الأمن: اختبار لمستقبل مينورسو
من المقرر أن يقدم المبعوث الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، تقريره حول تطورات النزاع أمام مجلس الأمن، بالتزامن مع إحاطة من رئيس بعثة مينورسو، ألكسندر إيفانكو، بشأن الوضع الميداني.
وبينما يتزايد الدعم الدولي للموقف المغربي من خلال فتح قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، باتت الأمم المتحدة تواجه معضلة استمرار تمويل بعثة لم تعد تتماشى مع التوجهات الجديدة لحل النزاع.
وبهذا، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستكون الجلسة المقبلة لمجلس الأمن بداية نهاية “مينورسو”، أم أن الأمم المتحدة ستجد مبرراً لاستمرارها رغم محدودية نتائجها؟