تحولت منصة “زبايلكم” على تيك توك إلى ساحة افتراضية يعيث فيها بعض المهاجرين المغاربة في إيطاليا فسادًا، مستغلين الفضاء الرقمي لنشر الفتن وتأجيج الصراعات بين المغاربة. هؤلاء الأفراد، جعلوا من هذه المنصة وسيلة لاصطياد المشاكل في الماء العكر، حيث يسجلون وينشرون فيديوهات تكشف عن خلافات ومشاكل خاصة بين المغاربة، دون أي اعتبار للخصوصية أو الأخلاق أو حتى القانون.
ما يثير القلق هو أن هذه المجموعة لم تعد تقتصر على مجرد بث محتوى مثير للجدل، بل أصبحت تمارس أنشطة أقرب إلى الابتزاز والتشهير، ما يجعلها تتجاوز مستوى الفضائح التي شهدناها في ملف “حمزة مون بيبي”. الفارق هنا أن “زبايلكم” لا تكتفي باستهداف شخصيات عامة أو مؤثرين، بل أصبحت تهدد حياة المغاربة العاديين في الداخل والخارج، عبر تسريب معطيات شخصية، وفبركة قصص تسيء إلى سمعتهم، ما يستوجب تدخلاً عاجلاً من الشرطة الإلكترونية لوضع حد لهذه الفوضى الرقمية.
القوانين المغربية واضحة في هذا الشأن، حيث تعتبر التشهير، نشر الأخبار الزائفة، والابتزاز الإلكتروني جرائم يعاقب عليها القانون، لكن استمرار نشاط هذه المنصة دون رادع يشير إلى ضرورة تشديد الرقابة وتفعيل المتابعة القضائية في حق المتورطين. فمثل هذه الحسابات لا تهدد فقط الأفراد الذين يستهدفونهم، بل تشوه صورة الجالية المغربية في الخارج وتخلق أجواء من العداء بين أفراد الجالية أنفسهم، في وقت هم بحاجة إلى التضامن والوحدة بدل الصراعات المفتعلة.
تيك توك، الذي أصبح ملاذًا لهذه الفئة، بات سلاحًا ذا حدين، فهو يمنح الحرية للتعبير لكنه أيضًا يفتح الباب أمام استغلاله في نشر الفوضى والتضليل. وإذا لم تتخذ السلطات المختصة خطوات حازمة لردع هذه التصرفات، فقد نشهد موجة جديدة من الجرائم الإلكترونية التي تتجاوز في خطورتها ما عرفناه سابقًا. فإلى متى ستبقى هذه المنصة مرتعًا لمن لا يردعهم لا وازع أخلاقي ولا قانون؟