أسعد الشرعي والهاتف الأحمر: محاولة لترويض المغاربة أم جهل بالشأن المغاربي؟

بوشعيب البازي

يواصل أسعد الشرعي، الناشط اليمني، إثارة الجدل على منصته في تيك توك، حيث يحاول التطرق إلى قضايا بعيدة كل البعد عن بلده اليمن، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية. يبدو أن الرجل، الذي لا يفقه في الشأن المغاربي، قرر فجأة أن يصبح خبيرًا في القضية المغربية، مستضيفًا المغاربة في منصته وكأنه يسعى لتلقينهم دروسًا في قضاياهم الوطنية.

يستخدم الشرعي ما يسميه بـ”الهاتف الأحمر” في محاولة لترويض المغاربة وتوجيههم وفق أجنداته الخاصة، التي سبق أن انكشفت في دول الخليج، حيث عرف عنه لعبه على التناقضات ومحاولة كسب النفوذ عبر استغلال القضايا الحساسة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يتجاهل مشاكل بلده اليمن، التي تعاني ويلات الحرب والصراعات، ويركز بدل ذلك على مواضيع مغاربية لا تعنيه؟

المشكلة ليست فقط في الشرعي نفسه، بل أيضًا في بعض المغاربة الذين يمنحونه شرعية لا يستحقها، سواء من خلال استقباله في المغرب أو التفاعل معه على منصته وكأنه صاحب رأي مؤثر في قضاياهم الوطنية. هناك من يقدّسه أو يخاف منه، رغم أنه لا يتوانى عن الطعن في مقدسات البلاد والتقليل من شأن المغاربة أنفسهم.

بدلًا من إعطائه مساحة للتأثير في الرأي العام المغربي، يجدر بالمغاربة التركيز على الدفاع عن قضاياهم بأصواتهم الخاصة، دون الحاجة إلى وسطاء دخيلين يبحثون عن إثارة الجدل لأغراض مشبوهة. فالقضية الوطنية لا تحتاج إلى شهادة من شخص لم ينجح حتى في تقديم حلول لمآسي وطنه، فكيف له أن يكون مصدرًا موثوقًا في قضايا الآخرين؟

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: