منظمات حقوقية تدين انتهاكات “البوليساريو” في مخيمات تندوف وتطالب بتدخل دولي

مجدي فاطمة الزهراء

في جلسة مناقشة حقوق الإنسان بجنيف، يوم الجمعة 21 مارس، أطلقت عدة منظمات حقوقية صحراوية نداءات عاجلة تنديدًا بالانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها السكان المحتجزون في مخيمات تندوف بالجزائر، منددة بـالقمع الممنهج وإفلات قادة “البوليساريو” من العقاب.

انتهاكات جسيمة وسط غياب أي رقابة قانونية

أكدت رباب إدا، ممثلة منظمة “النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية”، خلال مداخلتها في البند الرابع من المناقشة العامة بمجلس حقوق الإنسان، أن الوضع في مخيمات تندوف يدعو إلى تدخل عاجل، حيث يعاني السكان من تضييق صارم على الحريات الأساسية، في ظل غياب أي رقابة قانونية أو حماية دولية.

وأشارت إلى أن “البوليساريو” تفرض سياسات قمعية تُكمم أفواه المعارضة، وتحرم السكان من حقوقهم الأساسية، مؤكدة أن المنظمة الانفصالية تحظر التعددية السياسية وتقيد حرية التعبير، مما يجعل أي انتقاد أو معارضة عرضة للقمع والاعتقال.

شددت الناشطة الحقوقية على أن الانتهاكات في مخيمات تندوف تقع تحت مسؤولية الدولة الجزائرية، باعتبارها البلد المضيف، والذي يتحمل وفق القانون الدولي المسؤولية الكاملة عن أي انتهاكات تُرتكب على أراضيه، سواء من قبل قواته أو من قبل أي كيان آخر يمارس السلطة تحت غطائه.

انعدام حرية التعبير والقمع المستمر

من جهتها، عبرت السعداني ماء العينين، ممثلة منظمة “التواصل في إفريقيا وإنعاش التعاون الاقتصادي الدولي” (OCAPROCE International)، عن قلقها الشديد إزاء الأوضاع المتردية في المخيمات، مؤكدة أن حرية التعبير والرأي تكاد تكون منعدمة، وأن سكان المخيمات يعيشون تحت تهديد مستمر بالانتقام أو العقاب في حال عبروا عن آرائهم أو طالبوا بحقوقهم المشروعة.

وكشفت السعداني، التي سبق لها أن مرت بتجربة العيش في كوبا ضمن برامج “البوليساريو”، أن آلاف المحتجزين في تندوف تعرضوا للتعذيب والسجن لمجرد تعبيرهم عن آرائهم أو خروجهم في مظاهرات سلمية ضد القمع والظلم الاجتماعي المستمر منذ أكثر من خمسين عامًا.

في ظل الإفلات المستمر من العقاب والتدهور الحاد للأوضاع الإنسانية في المخيمات، دعت السعداني ماء العينين إلى إيجاد حل سلمي وحقيقي للنزاع حول الصحراء المغربية، مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي، التي اقترحها المغرب، تمثل الحل العادل والواقعي الذي يضمن حقوق السكان ويؤمن لهم حياة كريمة، بعيدًا عن سياسات القمع والاستغلال.

تجدد هذه المداخلات الحقوقية التأكيد على الوضع الكارثي في مخيمات تندوف، حيث يعيش آلاف الصحراويين في ظل قمع ممنهج وانتهاكات مستمرة، في غياب أي مساءلة قانونية لقادة “البوليساريو”. وبينما يستمر التجاهل الدولي لهذه الأزمة، يظل سكان المخيمات عالقين بين المعاناة الإنسانية والتجاذبات السياسية، في انتظار تدخل عاجل يضع حدًا لسنوات طويلة من القهر والاستغلال.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: