التعامل مع الخونة: خيانة في حق الوطن وخدمة لأجندات معادية

بوشعيب البازي

في الوقت الذي يواجه فيه المغرب مؤامرات خارجية تهدف إلى زعزعة استقراره وضرب وحدته الوطنية، يظهر بعض المغاربة، للأسف، في موقف مريب يتعاملون فيه مع الانفصاليين والخونة الذين يضربون في مقدسات البلاد ويعملون لصالح أجندات معادية، وعلى رأسها الأجندة الجزائرية. هؤلاء، بدلًا من الدفاع عن وطنهم والتصدي للحملات المغرضة، يمنحون الخونة منابر على منصات التواصل الاجتماعي، متجاهلين حقيقة أن التعامل مع أعداء الوطن هو في حد ذاته خيانة لا تقل عن خيانة من باع نفسه للخصوم.

واحد من أبرز هؤلاء الخونة هو المدعو سعيد البارصا، الذي اختار بوعي كامل أن يكون أداة في يد النظام الجزائري، يروج لأكاذيبه ويعمل على بث الفتنة بين المغاربة، في محاولة لضرب اللحمة الوطنية وزعزعة الاستقرار الداخلي. شخص كهذا، فقد كل صلة بالوطن، كان الأولى به أن يتوجه إلى أسياده الذين يخدمهم، بدلاً من الاستمرار في استهداف المغاربة ومحاولة التأثير عليهم عبر منصات مثل تيك توك. لكن السؤال المطروح هو: لماذا لا يزال يتحدث مع المغاربة؟ هل يسعى إلى جمع المعلومات وتمريرها للجزائريين؟ أم أن هدفه الحقيقي هو التحريض على الفتنة وزرع الشك بين أبناء الوطن؟

الأكثر إثارة للدهشة هو أن هناك من بين المغاربة من يمنحه الشرعية، يشاركونه منصاتهم، يتفاعلون معه، بل وحتى يسمحون له بالإساءة إلى المغرب ومقدساته دون أن يحركوا ساكنًا. هؤلاء ليسوا سوى خونة متخفين، يعملون على تحقيق نفس الأجندة التي يخدمها سعيد البارصا وأمثاله، سواء بوعي أو بسذاجة. لأن السماح لشخص معروف بولائه للجزائر بالتأثير على الرأي العام المغربي، هو بمثابة طعنة في ظهر الوطن، وخدمة مباشرة لأعداء المغرب الذين لا يفوتون أي فرصة للإضرار به.

إن المغرب، الذي قدم أبناؤه دماءهم فداءً لوحدته واستقلاله، لا يستحق أن يُطعن من الداخل عبر تساهل بعض أبنائه مع الخونة والمتآمرين. فالوطن ليس مجرد شعار يُرفع، بل التزام ومسؤولية. ومن يدعم الخونة أو يفتح لهم الأبواب، يضع نفسه في نفس الخانة معهم، وعليه أن يتحمل عواقب أفعاله، لأن التاريخ لا يرحم، والخيانة لا تُغتفر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: