في الآونة الأخيرة، أصبح البعض يمنح مساحات إعلامية وأخرى على منصات التواصل الاجتماعي لأشخاص لا صلة لهم بالمغرب سوى برغبتهم في زرع الفتنة والتدخل في شؤونه الداخلية، ومن بين هؤلاء المدعو أسعد الشرعي. هذا الشخص، الذي ينتمي إلى بلد يفتقر لأبسط مقومات الحرية والعدالة الاجتماعية، يجد الجرأة ليحاضر المغاربة في قضاياهم، متجاوزًا حدوده في انتقاد الدولة والمجتمع المغربي بأسلوب مستفز ومتحامل.
ازدواجية المعايير
من المثير للسخرية أن يأتي شخص من بلد يعاني من أزمات داخلية عميقة، حيث الحريات مقيدة، والصراعات الداخلية لا تتوقف، وحقوق المرأة منتهكة بشكل صارخ، ليتحدث عن حقوق الإنسان والاحترام في المغرب. أليس الأولى به أن يصلح بيته الداخلي قبل أن يتطفل على شؤون الآخرين؟ أم أن هناك أجندة خفية وراء محاولاته المستمرة لاستفزاز المغاربة والتشكيك في اختياراتهم؟
استغلال منصات التواصل الاجتماعي
للأسف، هناك بعض المغاربة ممن يوفرون لهذا الشخص وغيره من أمثاله المنصات للتعبير عن آرائهم المغرضة، سواء عن وعي أو جهل. هذه الفئة، بدلًا من أن تحمي صورة وطنها وتصون كرامته، تسهم في الترويج لمغالطات لا أساس لها من الصحة، ما يجعل المغرب عرضة للهجوم والتشويه من قبل من لا يحملون له أي ود.
المغرب دولة ذات سيادة، والمغاربة ليسوا بحاجة لدروس من شخص لا يستطيع حتى الدفاع عن حقوق أبناء بلده. من يمنحون الشرعية لمثل هذه الشخصيات يجب أن يدركوا أنهم يسهمون في إضعاف الموقف الوطني، ويمدون منابر لأعداء المغرب، سواء عن قصد أو بسذاجة.
دور المغاربة في التصدي لمثل هذه الظواهر
الرجال الحقيقيون لا يسمحون لبلادهم بأن تكون محل تجريح أو استهداف من قبل الغرباء. بل يتصدون لمثل هذه المحاولات بأسلوب راقٍ وقوي، قائم على الوعي والدفاع عن الحقائق. المغرب له رجاله، وتاريخه يشهد على ذلك، ولن يكون بحاجة لمن يتطاول عليه ليعلمه “الاحترام”.
إن الدفاع عن المغرب مسؤولية كل مغربي غيور، والوعي بخطورة منح المنصات لأشخاص لا يحملون نوايا صادقة يجب أن يكون جزءًا من وعي المجتمع. لا يمكن لأي بلد أن يتقدم وهو يسمح للأصوات الخارجية أن تملي عليه مواقفه أو توجهاته. المغرب سيظل شامخًا برجاله الحقيقيين، ولن يكون ساحة لمن يسعون لبث الفتن أو استغلال قضاياه لتحقيق مكاسب شخصية.