في عالم “التأثير الرقمي”، كثيرون يدّعون أنهم قادرون على التأثير في المؤثرين، لكنهم لا يدركون أنهم قد يصبحون هم أنفسهم ضحايا أفكارهم. وهذا ما حدث تمامًا لشخص حاول أن يصنع من نفسه قائدًا لحركة التأثير على المؤثرين، ليجد نفسه اليوم أكبر متأثر بما صنعته يداه.
كل “تيكتوك” المغربي يتحدث عنه اليوم، بدون منازع. لم يعد المؤثرون وحدهم في دائرة الجدل، بل أصبح هو الموضوع الرئيسي للنقاش، بعد أن تمكن شخص حديث العهد بالمنصة، لم يمضِ عليه سوى أربعة أسابيع، من تحويله إلى مادة دسمة للنقاش والتندر.
التأثير الحقيقي ليس بالصراخ والتهكم
الصدمة الكبرى التي واجهها هذا الشخص أنه لم يستطع التحكم في موجة الجدل التي صنعها بنفسه، وأصبح أسيرًا لأوهامه. لم يعد ينام، يقضي ساعاته في التفكير في كيفية الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، يحاول يائسًا أن يُعيد توجيه الحديث إلى طريق آخر، بل وحتى يلجأ إلى محاولات صبيانية كإصدار أغاني تتحدث عن “مأثره”، لكن دون جدوى.
ما لم يفهمه هو أن التأثير الحقيقي لا يكون بالسب والقذف والتهكم على الآخرين، بل يتم بأساليب أكثر ذكاءً وحضارية. التأثير ليس بالضجيج، بل بالفكرة التي تترك أثرًا بعيد المدى.
“أجسام بغال وعقول عصافير”
في كل مرة يظهر فيها هذا الشخص، يحاول أن يبدو رجلًا ناضجًا ومتزنًا، لكن أفعاله تكشف حقيقة أخرى تمامًا: مجرد مراهق لم يعش مراهقته كما ينبغي، أو ربما شخص يعاني من مراهقة متأخرة.
يدّعي أنه رب بيت ومسؤول، لكنه لا يعرف أبسط مبادئ الاحترام والتربية. فبدلًا من أن يكون قدوة، أصبح مثالًا حيًا لما يجب تجنبه في عالم المؤثرين. الاحترام للأسرة، للمرأة، للمقدسات، كلها مفاهيم ربما لا يدرك قيمتها، وهذا ما جعله اليوم في قلب العاصفة التي صنعها بنفسه.
درس قاسٍ ولكن مستحق
في النهاية، هذه ليست سوى عبرة جديدة في عالم التيكتوك، حيث الأضواء قد تحرق من لا يعرف كيف يتعامل معها. قد تظن أنك تسيطر على المشهد، ولكن فجأة تجد نفسك مجرد “ترند” مؤقت يُستهلك ثم يُنسى”.
التأثير ليس بالصراخ والتهكم، بل بالفكر والأسلوب والاحترام. ومن لا يدرك ذلك، فمصيره أن يصبح عبرة للآخرين.