رشيد نكاز يثير الجدل مجددًا: استفزاز جديد يربك السلطات المغربية

حنان الفاتحي

للمرة الثانية، يعود رشيد نكاز لإثارة الجدل داخل المغرب، متسببًا في فوضى إعلامية واستنفار أمني، بعد ظهوره في بث مباشر أمام مسجد الكتبية بمدينة مراكش، حيث أدلى بتصريحات مستفزة ومضللة، أثارت استياءً واسعًا في الشارع المغربي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

تصريحات استفزازية وخريطة مبتورة

بث نكاز الفيديو عبر قناته الخاصة، متضمنًا ادعاءات تاريخية مغلوطة حول بناء مسجد الكتبية، زاعمًا أن “الجزائر القوة الإقليمية” هي من شيدت هذا المعلم التاريخي، وهو ادعاء ينافي الحقائق التاريخية. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد قام أيضًا بعرض خريطة المغرب دون صحرائه، في تصرف مستفز اعتُبر إهانة مباشرة للشعب المغربي.

إضافة إلى ذلك، وصف نكاز تحرير الصحراء المغربية عام 1975 بــ”الاحتلال”، وهي تصريحات تتماشى مع الخطاب الرسمي للنظام الجزائري، مما يثير التساؤلات حول دوافعه الحقيقية وخلفيات تحركاته الأخيرة داخل المغرب.

دوافع سياسية أم أجندة خفية؟

يبدو أن ظهور نكاز بهذه الطريقة داخل التراب المغربي ليس مجرد حادث عرضي، بل جزء من استراتيجية سياسية مدروسة تهدف إلى تأجيج المشاعر الشعبية وإحداث بلبلة داخل المغرب. فمن المعروف أن نكاز، الذي كان في السابق معارضًا شرسًا للنظام الجزائري، قد غيّر موقفه في الفترة الأخيرة، ليصبح أداة في يد جنرالات الجزائر، ينفذ أجندتهم وفق مصالحهم الخاصة.

تحركاته الأخيرة تطرح تساؤلات مشروعة حول سبب عدم تدخل السلطات المغربية فورًا لترحيله، خاصة وأن تصرفاته لم تكن مجرد “رأي شخصي”، بل استفزاز سياسي واضح يندرج ضمن محاولات التشويش على المغرب وتشويه تاريخه ووحدته الترابية.

ما وراء الكواليس؟

حادثة نكاز تكشف عن تحول في استراتيجيته السياسية، حيث انتقل من كونه معارضًا لنظام الكابرانات إلى لعب دور المروج لخطابهم العدائي ضد المغرب. فهل أصبح نكاز مجرد “دمية سياسية” تحركها أجهزة النظام الجزائري؟ وهل يسعى من خلال هذه الاستفزازات إلى إثارة أزمة إعلامية بين البلدين؟

مهما كانت نواياه، فإن محاولاته هذه لن تغير شيئًا من الواقع التاريخي والجغرافي، فالمغرب متمسك بسيادته الكاملة، وشعبه يقف صفًا واحدًا أمام أي محاولة للمساس بوحدته الترابية.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: