تصعيد عسكري غير مسبوق في غزة: مئات الضحايا وسط غارات مكثفة

ماريا الزاكي

شهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا هو الأعنف منذ شهرين، حيث قُتل أكثر من 330 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في غزة صباح الثلاثاء. جاء ذلك نتيجة لغارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وسط اتهامات من حركة حماس بأن إسرائيل “نسفت” اتفاق وقف إطلاق النار و”ضحّت” بالرهائن.

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ عملية عسكرية واسعة ضد مواقع تابعة لحركة حماس في أنحاء قطاع غزة، تنفيذًا لتوجيهات الحكومة. ووفقًا للمتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، فقد نُفّذت الضربات بالتعاون مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، وشملت استهداف قيادات ومراكز عمليات للحركة.

كما أوضحت الحكومة الإسرائيلية في بيان أن الهجوم جاء ردًا على ما وصفته بـ”رفض حماس إطلاق سراح الرهائن”، محذرة من أن العمليات العسكرية ستتصاعد خلال الأيام المقبلة.

حماس تردّ: “إسرائيل انقلبت على الاتفاق”

في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف “حرب إبادة جماعية” ضد المدنيين في غزة. ووصفت الحركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يسعى إلى “الهروب من أزماته الداخلية عبر استمرار العدوان”. كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد.

استهداف قيادات حماس وخسائر فادحة

أفادت مصادر فلسطينية بمقتل عدد من كبار قيادات حماس جراء الغارات، بينهم محمد الجماصي، عضو المكتب السياسي للحركة، إلى جانب أفراد من عائلته، واللواء محمود أبووطفة، وكيل وزارة الداخلية في غزة، الذي كان يشرف على الأجهزة الأمنية في القطاع. كما أكدت المصادر أن خمسة من كبار مسؤولي الحركة قتلوا مع عائلاتهم.

في واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس دونالد ترامب مسبقًا بنيّتها تنفيذ الهجوم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن “أبواب الجحيم ستُفتح على أعداء إسرائيل والولايات المتحدة”، في إشارة إلى حماس والجهات الداعمة لها.

مع استمرار القصف الإسرائيلي، أفاد شهود عيان بمشاهد مروعة في القطاع. تحدثت جيهان النحال، وهي من سكان غزة، عن استيقاظها على أصوات الانفجارات قائلة: “ظننت أنها كوابيس، لكن رأيت النيران تشتعل في منزل أقاربي… إنها حرب إبادة حقيقية”.

من جهته، روى رامز العمارين، الذي يعيش في خيمة بمنطقة الزيتون، أن المستشفيات أصبحت عاجزة عن استقبال الجرحى بسبب الأعداد الكبيرة من المصابين والجثث المنتشرة في الطرقات.

المفاوضات المتعثرة والرهائن الإسرائيليون

وسط هذا التصعيد، تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنقاذ المفاوضات حول قضية الرهائن. وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد قدم اقتراحًا جديدًا يقضي بالإفراج عن 11 رهينة إسرائيلية، لكن رد حماس لم يكن مقبولًا من الجانب الإسرائيلي، وفقًا للمبعوث الأمريكي.

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 48,500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة. وفي المقابل، قُتل أكثر من 1,200 شخص في إسرائيل، بينهم رهائن قضوا خلال احتجازهم.

مع استمرار القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار ضئيلة، في ظل إصرار الطرفين على مواقفهما وتزايد الضغط الدولي لإنهاء النزاع.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: