المغرب يعزز دفاعاته بنشر وحدات متخصصة في الحرب الإلكترونية قرب سبتة ومليلية

بوشعيب البازي

يستعد المغرب لتعزيز قدراته الدفاعية عبر نشر وحدات متخصصة في أنظمة الحرب الإلكترونية في مناطق استراتيجية بالقرب من سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك بهدف تنفيذ عمليات هجومية تعتمد على تقنيات متطورة للتشويش وتعطيل قدرات الخصوم، سواء في مجال الاتصالات أو الرادارات.

ووفقًا لما أوردته صحيفة “لاراثون” الإسبانية، فإن الجيش المغربي قام بتدريب هذه الكتائب البرية المتخصصة في الحرب الإلكترونية، حيث سيتم نشرها في مواقع حيوية تشمل مناطق شمال المملكة، مثل الحسيمة. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية المغرب لتعزيز دفاعاته وتأمين حدوده.

تحديث القدرات العسكرية والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة

انخرطت القوات المسلحة الملكية في برنامج واسع لتحديث معداتها العسكرية، مستفيدة من تكنولوجيا متقدمة في مجال الحرب الإلكترونية من دول مثل الولايات المتحدة، إسرائيل، الصين، وتركيا. وتم تزويد هذه الكتائب بأحدث الأنظمة التي تمكنها من إضعاف وتعطيل القدرات العملياتية لأي خصم في ساحة المعركة.

رؤية إستراتيجية لتعزيز الأمن الإقليمي

من جانبه، أوضح الباحث في الشؤون الإستراتيجية، هشام معتضد، أن هذه التحركات العسكرية المغربية لا تقتصر فقط على شمال المملكة، بل تمتد أيضًا إلى الأقاليم الجنوبية، في إطار رؤية شاملة لتعزيز الجاهزية الدفاعية. وأكد أن توسيع نطاق هذه العمليات يعكس إدراك المغرب لأهمية تطوير قدراته الدفاعية على مختلف الجبهات، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف معتضد أن هذه التحركات تأتي أيضًا في سياق الشراكات الأمنية التي يعززها المغرب مع حلفائه، مما يرسخ دوره كفاعل رئيسي في تحقيق الاستقرار الإقليمي، سواء في شمال أفريقيا أو منطقة الساحل والصحراء. كما أن نشر هذه الوحدات في الشمال يعكس استعداد المغرب للتعامل مع التغيرات المتسارعة في الحروب الإلكترونية، ويوجه رسالة واضحة إلى الفاعلين الدوليين، بمن فيهم إسبانيا، بأن المملكة تعمل على تأمين مصالحها وتعزيز موقعها في المنظومة الأمنية الدولية.

إجراءات رسمية لتعزيز الأمن والمراقبة الإلكترونية

على المستوى الرسمي، أكد الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، خلال مناقشة ميزانية الدفاع لسنة 2025، أن القوات المسلحة الملكية تستخدم نظامًا متكاملًا لمراقبة الحدود البرية والبحرية، يشمل محطات مراقبة ثابتة، فرق تدخل، وشبكة مراقبة إلكترونية متطورة تتكون من رادارات ثابتة ومتحركة، وسائل بصرية، كاشفات اهتزازات، وطائرات مسيرة، إضافة إلى شبكة من الرادارات الثابتة لمراقبة المجال الجوي ورصد أي اختراقات محتملة.

استثمارات في أنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة

ضمن استراتيجية التحديث العسكري، وقع المغرب اتفاقيات لاقتناء أنظمة متطورة للحرب الإلكترونية، منها منظومة “كورال” التركية من شركة أسيلسان، ونظام “Alinet” الإسرائيلي. وتتميز هذه الأنظمة بقدرتها على جمع وتحليل الإشارات الكهرومغناطيسية الصادرة عن رادارات الدفاع الجوي، مما يتيح للقوات المسلحة المغربية تعزيز قدرتها على الاستخبارات الإلكترونية والحرب السيبرانية.

ويساهم النظام الجديد في تحديد تمركزات العدو، مثل محطات القيادة عبر إشارات الراديو، كما يتيح للمغرب تطوير قدراته في عمليات قمع دفاعات الخصم الجوية عبر تعقب أنظمة الدفاع الجوي النشطة. وتعزز هذه التكنولوجيا المتقدمة من قدرة المغرب على إنشاء صورة شاملة للمجالين الأرضي والجوي، مما يسهم في رفع كفاءة الاستجابة لأي تهديدات محتملة.

استراتيجية متكاملة لتعزيز الأمن الوطني

يأتي هذا التوجه في سياق سعي المغرب لتعزيز أمنه وحماية حدوده من المخاطر المتزايدة في المنطقة. ويؤكد نشر هذه الوحدات الدفاعية على التزام المملكة بتطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، في إطار رؤية استراتيجية تجعل من الحرب الإلكترونية عنصرًا أساسيًا في العقيدة العسكرية للقوات المسلحة الملكية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: