الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تيك توك، أصبح ظاهرة متزايدة تؤثر على حياة الأفراد وسلوكهم اليومي. يعتمد تيك توك على خوارزميات ذكية تجعل المستخدمين يقضون ساعات طويلة في تصفح المحتوى دون إدراك للوقت.
كما أن التصميم البسيط والتصفح اللانهائي يسهل البقاء على المنصة لفترات طويلة. يحصل المستخدمون على تفاعل فوري عبر الإعجابات والتعليقات، مما يحفز إفراز “الدوبامين”، وهو ما يشبه تأثير العادات الإدمانية الأخرى.
إضافة إلى ذلك، تساهم التحديات اليومية والمحتوى الترفيهي في جذب المزيد من المستخدمين. يلجأ البعض إلى تيك توك للهروب من ضغوط الحياة الواقعية، مما يزيد من احتمالية الإدمان. هذا الإدمان يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية، حيث يؤدي إلى القلق، قلة التركيز، واضطرابات النوم. كما أنه قد يتسبب في العزلة الاجتماعية وانخفاض الإنتاجية.
للحد من هذا الإدمان، يمكن وضع حدود زمنية لاستخدام التطبيق، ممارسة أنشطة بديلة مثل القراءة أو الرياضة، وإيقاف الإشعارات لتقليل التشتت. من المهم تعزيز الوعي حول مخاطر الاستخدام المفرط وتشجيع التوازن بين العالم الرقمي والواقعي للحفاظ على صحة نفسية واجتماعية مستقرة.
و لا يقتصر استخدام تيك توك ومواقع التواصل الاجتماعي على الترفيه فقط، بل أصبحت هذه المنصات مصدر رزق للعديد من الأشخاص. فهناك من استغل شعبيتها لكسب المال من خلال إنشاء المحتوى، سواء عبر الإعلانات أو الشراكات مع العلامات التجارية أو البث المباشر الذي يتيح لهم تلقي الهدايا والدعم المالي من المتابعين.
كما أن بعض المستخدمين دخلوا إلى هذه المنصات للدفاع عن قضايا معينة، مثل حقوق الإنسان أو القضايا البيئية أو حتى التوعية المجتمعية، مستغلين مدى وصول وتأثير هذه التطبيقات لنشر رسائلهم وجذب الدعم لقضاياهم.
ومن ناحية أخرى، هناك من استخدم تيك توك لإبراز شخصيته وإثبات ذاته، سواء من خلال مشاركة مواهبه في الغناء، التمثيل، الرسم، أو حتى تقديم محتوى فكري وتحفيزي. ومع ذلك، فإن الانخراط العميق في هذه العوالم الرقمية قد يجعل البعض عرضة للإدمان، حيث يصبح السعي وراء التفاعل والإعجابات هو الهدف الأساسي، مما قد يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والتوازن في الحياة الواقعية.