المغرب يعزز ترسانته الجوية بدفعة أولى من مروحيات “الأباتشي”

أعلنت القوات المسلحة الملكية المغربية، الأربعاء، استقبال 6 مروحيات قتالية من طراز “أباتشي إيه إتش-64 إي”، في إطار جهود تحديث قدراتها الدفاعية وتعزيز جاهزيتها العسكرية، في أحدث صفقة مع الولايات المتحدة تعكس مدى تنامي التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن.

وتصنع الأباتشي من قِبل شركة “بوينغ” الأميركية، التي سبق أن حصلت على عقد من الرباط لتوريد 24 مروحية من الطراز نفسه لصالح القوات المسلحة الملكية، كما يتميز بنظام تسليح متطور وقدرة على تنفيذ المهام في مختلف الظروف والأحوال الجوية.

وصرحت كريستينا أوباه، نائبة رئيس برامج طائرات هليكوبتر الهجومية كبيرة المسؤولين التنفيذيين في موقع بوينغ ميسا، بأن “شراكة بوينغ مع المملكة المغربية تمتد لعقود، وأنا فخورة بأن الأباتشي هي الآن جزء من هذا الإرث.”

وقالت القوات المسلحة الملكية المغربية في بيان لها: “تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك (محمد السادس)، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أقيمت اليوم الأربعاء 5 مارس، في القاعدة الجوية الأولى بسلا، مراسم استقبال الدفعة الأولى من ست مروحيات قتالية من طراز أباتشي  AH-64E.”

وأضاف البيان أن هذه المراسم تمت بحضور عبداللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ورياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، والفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق أول محمد حرمو، قائد الدرك الملكي، و الفريق جوي محمد كديح، مفتش القوات الملكية الجوية، بالإضافة إلى وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، وإيمي كوترونا، القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالمغرب.

وتأتي عملية اقتناء مروحيات “الأباتشي” في إطار توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، الهادفة إلى تحديث القوات المسلحة الملكية.

واعتبر هشام معتضد الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية، أن “الحصول على الأباتشي بتقنياتها العالية الحديثة، سيعزز من القدرات الجوية للمملكة وتأمين القوات البرية والبحرية، وذلك في إطار تحديث الترسانة العسكرية المغربية لمواجهة كافة التحديات الاقليمية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن ضمن ديناميكية متجددة في هذا الفضاء الذي يربط القارة الأميركية بنظيرتها الأفريقية.”

ولفت في تصريح له، أن “مسار تطوير الترسانة الجوية للقوات المغربية تعزز مؤخرا بطائرات الف16، وتشكيلة من الدرونات، إلى جانب مروحيات الأباتشي، ما يدعم مركز المملكة إقليميا ودوليا، وأيضا يعني الثقة التي تجمع بين واشنطن والرباط في تنسيق الجهود الإقليمية الرامية إلى التصدي للتهديدات الإرهابية في القارة.”

وتترجم هذه الصفقة الشراكة المغربية – الأميركية في المجال العسكري الذي يحظى بأهمية كبيرة في تدعيم العلاقات الثنائية، مع تطوير وتعزيز التعاون العسكري، حيث وقع المغرب والولايات المتحدة، في21 مايو 2024 بالرباط، على خارطة طريق للتعاون العسكري بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.

وحصل المغرب على المروحيات ضمن طلب شمل 24 مروحية AH-64E من شركة بوينغ، بعد مصادقة الكونغرس على بيع المغرب هذه الترسانة الفريدة، بينما ستتوالى عمليات التسليم حتى منتصف عام 2026، والتي تشمل 24 طائرة مروحية بقيمة 440 مليون دولار، تهدف إلى تعزيز القوة الجوية المغربية في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

وتتضمن الاتفاقية أيضا خيار شراء 12 طائرة إضافية من نفس الطراز، مما يعزز من قوة وتنوع الأسطول الجوي المغربي، كما تشمل الصفقة مجموعة من الأسلحة المتطورة تشمل 551 صاروخا من طراز هيلفاير جو-أرض، بالإضافة إلى 200 صاروخ جو-جو من طراز AIM-92H Stinger، و558 مجموعة صواريخ موجهة بدقة من نظام الأسلحة الدقيقة المتقدمة.

وتُعتبر مروحية AH-64E من الطرازات المتقدمة في مجال الطيران العسكري، وتتميز بتكنولوجيا حديثة وكفاءة قتالية عالية، حيث شاركت في مناورات عسكرية مكثفة، مثل تمرين الأسد الأفريقي، حيث أثبتت القوات الجوية المغربية كفاءتها في التعامل مع أحدث التكنولوجيات العسكرية التي تنتجها شركة “بوينغ” في أريزونا بالولايات المتحدة الأميركية.

وتتميز هذه النسخة المغربية من الأباتشي، بتحديثات تقنية متقدمة ستكون إضافة نوعية للقوات الجوية، مما يجعلها واحدة من أقوى المروحيات الهجومية في العالم، كما تستطيع الطائرة رصد وتتبع 256 هدفا في آن واحد ضمن نطاق يصل إلى 16 كيلومترا، مع سرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة.