يواصل هشام جيراندو كشف تناقضاته بنفسه، فبعدما حاول مرارًا الزج بالمؤسسة الملكية في تصريحاته والافتراء عليها بنشر ادعاءات كاذبة، عاد اليوم لينكر ذلك تمامًا، متبرئًا من أي محاولة للمساس بالملك أو بالمؤسسة الملكية.
لكن جيراندو يبدو وكأنه نسي أن كل تصريحاته السابقة موثقة، وأن تسجيلاته المصورة شاهدة عليه، حيث لم يتردد في الماضي في إدراج المؤسسة الملكية ضمن خرجاته المليئة بالمغالطات. واليوم، بعد أن وجد نفسه في مأزق، يحاول التملص من مسؤولية كلامه بإلقاء اللوم على جهات أخرى، مدعيًا أنها نسبت إليه ما لم يقله.
وبعدما أدرك أن أيامه معدودة في هذا المسار، يحاول يائسًا تحسين صورته وإصلاح ما أفسده بتصريحاته غير المحسوبة، التي كانت مدفوعة بأجندات معادية للوطن، قبل أن تتخلى عنه هذه الجهات بعدما أصبح ورقة محروقة.
جيراندو اليوم أشبه بالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة، فضاع بين هذا وذاك، فبعدما اصطف إلى جانب خصوم الوطن وروّج لأكاذيبهم، وجد نفسه تائهًا حين انتهت مهمته بالنسبة لهم. والآن، وهو يحاول العودة، لا يجد الطريق الذي أضاعه منذ زمن، فيسقط مرة أخرى في فخ التناقض.
لقد أتقن جيراندو لعب دور الانتهازي، واتخذ من بيع الأوهام أسلوب حياة، ومع ذلك، يحاول اليوم الظهور بمظهر المدافع عن الملكية، متناسيًا أن الشعب المغربي ليس ساذجًا، وأن ذاكرته لا تنسى.