منافسة قوية بين شركات فرنسية وألمانية لتزويد المغرب بغواصات

ماموني

مع وجود رغبة مغربية في الحصول على أول غواصة لصالح القوات المسلحة الملكية المغربية، تناول تقرير صادر عن موقع “ميليتاري أفريكا”، المتخصص في الشؤون العسكرية في أفريقيا، محاولة سعي القوات المسلحة المغربية إلى اقتناء غواصتين ما أشعل منافسة قوية بين شركاء بناء السفن الحربية والقطع البحرية على المستوى الأوروبي، خاصة بين شركتي “نافال غروب” الفرنسية والشركة الألمانية “تيسين كروب للأنظمة البحرية”.

وتبذل شركة “مجموعة نافال” الفرنسية جهودا تسويقية مكثفة لتقديم عرض مغر يشمل غواصتين من فئة سكوربين، تتميز بقدرتها العالية على التخفي والاستقلالية، مع تصميم مرن يمكن تعديله لتلبية الاحتياجات البحرية الخاصة بالمغرب، وذلك إلى جانب سعيها للحصول على امتياز تشغيل ورشة بناء السفن الجديدة في الدار البيضاء.

لم يخفِ التقرير وجود منافسة من دول أخرى من أجل الحصول على عقد الغواصتين المغربيتين، من بينها روسيا واليونان والبرتغال، مشددا على أن “سعي المغرب إلى الحصول على غواصات ليس جديدا، بل هو طموح قديم للبحرية الملكية، إذ تكتسب هذه الخطوة زخمها من التوترات الإقليمية”.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والخبير في الشؤون الإستراتيجية، أن “التوجه المغربي لتعزيز القوات البحرية بغواصات ينسجم مع الرؤية المغربية لتشكيل رافعة آمنة وأكثر دينامكية في التطورات الاقتصادية والتجارية، كما أن المغرب عازم بقوة على الاستثمار في نظام مراقبة ساحلي متطور، حيث أصبح تأمين السواحل من ضمن الأولويات الرئيسية للمملكة ضد المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالطرق البحرية الدولية.”

وأضاف  أن “شركة نافال تراهن في تسويق الغواصة على التقارب السياسي والإستراتيجي الأخير بين الرباط وباريس، ورغبة المغرب في تحديث وتطوير ترسانته العسكرية لمواكبة التحولات الجيوسياسية والتحديات الأمنية في المنطقة، وتأمين السواحل والمضايق، مع التنسيق العسكري البحري للمغرب مع الدول المطلة على مستوى البحر المتوسط والمحيط الأطلسي.”

 

هشام معتضد: المغرب عازم على الاستثمار في نظام مراقبة ساحلي متطور

وتابع معتضد أن “التنافس بين الشركتين يخدم المغرب في ما يخص التخفيف من ميزانية إبرام العقود والامتيازات المرافقة، وهو ما يعكس الاهتمام المغربي بغواصة ألمانية ويدخل في إطار التنوع الإستراتيجي لشراكاته، مع حفاظ المملكة على علاقات دفاعية قوية مع الولايات المتحدة وفرنسا”، موضحا أن “اهتمام المغرب بالتكنولوجيا الألمانية يزيد من رغبته في التعامل معها لتوسيع آفاق دمج المعدات من ترسانات عسكرية مختلفة منها الغواصات.”

وتنافس الشركة الألمانية تيسين كروب للأنظمة البحرية بعرض قوي من خلال تقديم خيارات متطورة، ويتعلق الأمر بالنماذج الحديثة لغواصاتها المعروفة بكفاءتها الهندسية المتقدمة، وحسب موقع “ميليتاري أفريكا”، تتميز غواصة “دولفين” أحد النماذج المعروضة، بقيمة تشغيلية عالية بفضل نظام خلايا الوقود المتكامل، ما يعزز بشكل كبير مدة الغوص تحت الماء، كما أنها مجهزة بنظام قتالي متطور ونظام إطلاق أسلحة متعدد الاستخدامات قادر على إطلاق الطوربيدات والصواريخ والألغام، أما غواصة (HDW Class 209/1400mod)، فعلى الرغم من كونها ذات تصميم أقدم، إلا أنها خيار موثوق ومجرب، ما يعزز العرض الألماني عبر تقديم حلول متنوعة ومتكاملة لتلبية احتياجات البحرية الملكية المغربية.

وكان المغرب مهتما بشراء غواصة روسية من فئة “أمور”، وهي سفينة من الجيل الخامس يمكنها استخدام تكنولوجيا الدفع اللاهوائي (AIP) التي تقلل بشكل كبير الحاجة إلى الأكسجين وتزيد من الوقت الذي يمكن أن تبقى فيه الغواصة مغمورة، لكن لم تتوصل الرباط إلى اتفاق مع اليونان لاقتناء غواصات مستعملة مملوكة لليونان، من أجل تدرب العناصر العسكرية المغربية عليها، في أفق اقتناء غواصات أكثر حداثة وتطورا.

وشرع المغرب منذ عشر سنوات في إستراتيجية تحديث واسع النطاق للقوات المسلحة، حيث تمكن من عقد العديد من الصفقات مركزا بشكل خاص على القوات الجوية والبرية. وحصل المغرب على العديد من القطع العسكرية المتطورة، مثل الطائرات بدون طيار ومقاتلات من الجيل الجديد، إضافة إلى أنظمة دفاعية برية عديدة.

ووقّع المغرب في السنوات الأخيرة صفقات للحصول على سفن حربية، آخرها صفقة ضخمة مع شركة “نافانتيا” الإسبانية المتخصصة في صناعة السفن الحربية، من أجل بناء سفينة “أفانتي 1800″، لفائدة البحرية الملكية المغربية، بقيمة مالية تصل إلى حوالي 150 مليون يورو، كما تعاملت البحرية الملكية مع المجموعة الفرنسية عند اقتنائها الفرقاطة “فريم” سنة 2014.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: