جمال جربوعة واستقطاب النشطاء: أداة جزائرية للتأثير على الحركات الاحتجاجية؟
بوشعيب البازي
شهدت الساحة الإعلامية والسياسية في السنوات الأخيرة تصاعدًا في محاولات استقطاب النشطاء وتحويل مسارات الحركات الاحتجاجية عبر آليات متعددة، منها التلاعب الإعلامي والتأثير المباشر على الأفراد. في هذا السياق، برز اسم جمال جربوعة، الصحفي الجزائري المقيم في فرنسا، الذي يُزعم أنه يعمل وفق أجندة المخابرات الجزائرية لاستقطاب بعض النشطاء وتحويل مواقفهم لصالح جهات معينة.
يُعرف جمال جربوعة بكونه مدير الجريدة الإلكترونية “دزاير”، لكنه في الوقت نفسه متهم بلعب دور الوسيط بين المخابرات الجزائرية وبعض النشطاء، خصوصًا من حراك الريف. تشير مصادر موثوقة إلى أنه قام بتنسيق سفر عدد من النشطاء إلى الجزائر، حيث تم استقبالهم من طرف جهات استخباراتية. الهدف الأساسي من هذا الاستقطاب، وفقًا لهذه المصادر، هو إغراؤهم بالمال مقابل تسجيل شهادات تدعم الرواية الجزائرية عن الحراك، وتهاجم المؤسسات الرسمية في بلدانهم.
بحسب المصادر ذاتها، يعمل جربوعة وفق استراتيجية متعددة الأوجه تشمل استغلال الإعلام عبر الترويج لروايات معينة تخدم المصالح الجزائرية و تقديم مبالغ مالية مغرية للنشطاء مقابل الإدلاء بشهادات منحازة كما يتم فرض شروط على النشطاء بعد وصولهم إلى الجزائر، منها التصريح ضد دولهم، أو مواجهة التهديد بالطرد دون الحصول على أي دعم مالي.
ليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها الجزائر باستخدام الإعلام والتنسيق الاستخباراتي لاستقطاب المعارضين من دول أخرى. فبحسب تقارير إعلامية وتحقيقات استقصائية، سبق أن استقبلت الجزائر معارضين من عدة دول، في محاولة لتوجيه خطابهم السياسي بما يتماشى مع مصالحها الإقليمية.
يطرح هذا الملف أسئلة كبرى حول الحدود بين العمل الإعلامي والتوظيف الاستخباراتي، وحول كيفية تعامل الدول مع مثل هذه الأنشطة. فإذا ثبتت هذه الادعاءات، فإنها تعكس استخدامًا ممنهجًا للاستقطاب والتأثير في الحركات الاحتجاجية لأهداف سياسية. في المقابل، يظل من الضروري التحقيق في هذه المزاعم بعمق، والاعتماد على الأدلة الموثوقة قبل إصدار أي أحكام نهائية.