صحراويون وإسبان يتمسكون بالحكم الذاتي حلاّ لضمان الوحدة الترابية للمغرب

مأموني

يتفق أعيان القبائل الصحراوية ومسؤولون إسبان على أن الطرح المغربي في النزاع المفتعل بالصحراء المغربية حل مناسبا لتحقيق تسوية نهائية للقضية، في ظل مناورات جبهة بوليساريو الانفصالية المعرقلة للسلام والاستقرار، مقابل تنامي الدعم الدولي لمقترح المغرب.

أجمع أعيان القبائل الصحراوية المشاركون في المؤتمر الدولي الثالث للسلام والأمن في الصحراء، بلاس بالماس، إلى جانب شخصيات سياسية ودبلوماسية منهم وزير الدفاع الإسباني الأسبق، خوسي بونو، ورئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، على أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل النزاع في الصحراء يمثل الصيغة الأكثر فاعلية لتحقيق تسوية نهائية، وحلا يقطع الطريق على أعداء الوحدة الترابية للمغرب.

واستنكر شيوخ وأعيان القبائل الصحراوية المشاركون في المؤتمر، الذي نظمته حركة “صحراويون من أجل السلام”، المناورات التي تقوم بها جبهة بوليساريو، لأنها تصب في خدمة عرقلة تطلعات الصحراويين نحو السلام والتنمية، عبر الترويج لخطاب العنف الذي تتبناه منذ ما يقارب الخمسة عقود، تنفيذًا لأجندات خارجية لا تخدم سوى مصالح ضيقة على حساب استقرار المنطقة.

وأكد الناطق باسم أعيان القبائل الصحراوية، الركيبي حسنة الإدريسي، أن مخطط الحكم الذاتي يتماشى تماما مع الدينامكية التي أرستها قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تهدف إلى التوصل إلى حل سياسي واقعي ومستدام، يتجاوز الأطروحات الانفصالية، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.

محمد سالم عبدالفتاح: المقترح المغربي يبدو هو الطرح القابل للتطبيق

وأضاف الإدريسي، خلال مداخلته، أن تزايد الدعم الدولي لمخطط الحكم الذاتي المغربي يعكس التأييد المتنامي الذي يحظى به من قبل قوى دولية كبرى، مشددا على أن هذا الاعتراف الدولي يؤكد تفوق المخطط المغربي على الطروحات الانفصالية، ويكرّس الروابط التاريخية التي تجمع سكان الأقاليم الجنوبية بالعرش العلوي.

ودعا المشاركون إلى تضمن الحل المغربي للواقعية التي يمكن أن تضمن حقوق الصحراويين وتحقق الاستقرار في المنطقة، حيث أكد الأمين الأول لحركة صحراويون من أجل السلام، الحاج أحمد بريك الله، أن الخيار العسكري بات مستهلكا بالكامل، ولا يمكن الاستمرار في التضحية بأجيال جديدة من الصحراويين في نزاع مسدود الأفق، داعيا إلى البحث عن حلول تفاوضية يكون فيها الصحراويون شركاء في القرار النهائي.

وأضاف المسؤول الصحراوي أن 2025 سيكون عاما حاسما لدفع الحل السلمي للنزاع الصحراوي، رغم أن القضية لا تحظى بأولوية لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنه أكد تفاؤله بأن التغيرات في المشهد الدولي قد تفتح المجال أمام تقدم المفاوضات.

وأشار وزير الدفاع الإسباني الأسبق، خوسي بونو، إلى أن الصحراويين الذين يقطنون بمخيمات تندوف، في حاجة إلى حلول واقعية لتحسين أوضاعهم المعيشية، بدلا من الاعتماد على قرارات دولية تظل غير قابلة للتنفيذ، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي لا يخدم مصالح الصحراويين، بل يعمّق معاناتهم، وأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يوفر ضمانات لحقوق السكان الصحراويين.

ودعا خوسي بونو إلى التعامل مع قضية الحكم الذاتي بعيدا عن الأيديولوجيات والتصورات المسبقة، معتبرا أن المغرب شهد تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وأصبح أكثر انفتاحا في التعامل مع قضايا الحكم الذاتي والتنمية في الصحراء.

من جهته، شدد رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو، على ضرورة الحوار لتحقيق حل سياسي مستدام، مشيرا إلى أن السلام يتطلب التفاهم المتبادل والتخلي عن الخطابات الإقصائية، داعيا إلى بناء مستقبل مشترك يقوم على التعددية السياسية واحترام الهويات.

المشاركون دعوا إلى تضمن الحل المغربي للواقعية التي يمكن أن تضمن حقوق الصحراويين وتحقق الاستقرار في المنطقة

وحذر البيان الختامي جبهة بوليساريو من العواقب الوخيمة لاستمرار الجمود الناتج عن تعنتها ومواصلتها في انتهاك وقف إطلاق النار، واعتبار مقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب خارطة طريق من اجل السلام نقطة انطلاق نحو عهد جديد يشمل الجميع.

وأكد محمد سالم عبدالفتاح، عضو حركة صحراويون من أجل السلام، أن “بوليساريو عجزت عن كل محاولات الإصلاح والتغيير التي دشنها نشطاء كانوا ينضوون داخل الجبهة، حيث اصطدمت كل المطالب الملحة بتعنت قيادة بوليساريو وانغلاق نظامها، ولهذا فاليوم يبدو المقترح المغربي هو الطرح القابل للتطبيق مقابل الطرح الانفصالي الذي جعل بوليساريو أكثر عزلة في ظل خسارتها لكل أوراق الضغط التي كانت في حوزتها.”

وأضاف أن “المغرب نجح في حشد حلفائه وشركائه الإستراتيجيين لتطويق المشروع الانفصالي وعزل داعميه في المحافل الدولية، فالمخططات المعادية لوحدة المغرب فتحت المجال لنقاش عضوية الكيان الانفصالي في المنظمة القارية الأفريقية، باعتباره كيانا غير دولي، بل مجرد جماعة مسلحة تقيم على تراب إقليمي لدولة أخرى، وتغيب فيه شروط وعناصر الدولة، ولا تعترف به أيّ من المنظمات أو الإطارات الدولية الأخرى.”

ومع توالي سحب العديد من الدول اعترافها ببوليساريو تعزيزا لمكانة المغرب دوليا، شدد الناطق باسم أعيان القبائل الصحراوية على التزام المملكة الراسخ، بقيادة الملك محمد السادس، على إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي، يقوم على مخطط الحكم الذاتي وفي إطار احترام الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها الوطنية.

وأكد رئيس حركة صحراويون من أجل السلام، الحاج أحمد بريك الله، على موقف الحركة كبديل واقعي ومعتدل لحل النزاع، مشددا على أننا “اخترنا الابتعاد عن التطرف والرهان، من منظور معتدل وواقعي، على حل لا غالب ولا مغلوب فيه، حل سياسي لمشكلة سياسية يضمن بالضرورة الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وتعايشه مع المغرب وشعوب المغرب العربي الأخرى.”

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: