وزارة الدفاع الجزائرية تتورط في محاولة سطو دعائية على قصر تاريخي مغربي
أثار فيديو ترويجي نشرته وزارة الدفاع الجزائرية على منصة إكس عن المناطق السياحية موجة من الاستياء والاستنكار، لتضمنه مقطعا مصورا لقصر آيت بن حدو، أحد أبرز المعالم التراثية المغربية في خطوة اعتبرها المغاربة محاولة جديدة للاستيلاء على إرثهم الثقافي في مسلسل السطو المتكرر.
دشن ناشطون مغاربة حملة للدفاع عن تراثهم التاريخي من محاولات السطو، بعد نشر وزارة الدفاع الجزائرية فيديو ترويجي للمناطق السياحية في بلادها على منصة إكس، تضمن مقطعا مصورا لقصر آيت بن حدو، أحد أبرز المعالم التراثية المغربية المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، في خطوة اعتبرت محاولة فاضحة للاستيلاء على الإرث الثقافي للمملكة.
واعتبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هذه الخطوة محاولة متكررة من الجزائر لطمس الهوية الثقافية المغربية، متهمين الجهات الجزائرية بالاستيلاء على عناصر من التراث المغربي وتقديمها على أنها جزء من موروثها الوطني، وجاء في تعليق:
NMalainin@
إلى متى هذا العبث؟
وزارة الدفاع الجزائرية تُدرج قصر آيت بن حدو بإقليم ورزازات في فيديو دعائي وتقدمه كجزء من “التراث الجزائري”!
هي محاولات مستمرة لسرقة كل ما هو مغربي، لكن التاريخ لا يُزوَّر والهوية لا تُسرق!
وقال ناشط:
ibtissam_btiss@
صفحة رسمية وتسقط هاد السقطة الكارثية؟ هذا كيدل أنكم فعلا وصلتو لنقطة النهاية.. قصر آيت بن حدو من المعالم للي مكاينش شي واحد في المغرب وكثير من العالم مكيعرفوش
وأشار ناشط إلى أن الضجة الواسعة التي أثيرت على الموضوع وكشف التضليل في الفيديو كلها لم تقنع وزارة الدفاع بحذف الفيديو:
abdouid96946334@
في فيديو ترويجي بثته وزارة الدفاع الجزائرية لتسليط الضوء على المناظر الطبيعية والتراث المعماري الجزائري، تسلل مشهد قصر آيت بن حدو، الذي يقع نواحي مدينة ورزازات بالمغرب ويعتبر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، إلى الفيديو.. ورغم مرور يومين على بثه واستهجان المغاربة للسطو المتكرر الذي يتعرض له التراث المغربي، لازال الفيديو المذكور منشورا على حساب الوزارة على منصة X…
وسخر آخر من مقطع الفيديو الذي يعتبر ترويجا للسياحة المغربية باعتبار أن القصار معروف في الجزائر وأنحاء العالم بأنه مغربي:
successcom1@
كل الجزائريين سيتعرفون على قصر آيت بن حدو بالمغرب، دعاية مجانية.
وعبّر النشطاء المغاربة عن غضبهم من هذه الممارسات، التي اعتبروها محاولة للاستيلاء على التراث الثقافي المغربي دون خجل ولا حياء، وعلق أحدهم:
BouhiaMohamed1@
إذا كان نشر قصر آيت بن حدو بورزازات ضمن هذا الفيديو الترويجي مقصودا فهذا إن دل فإنه يدل على محدودية ما يمكن رؤيته ببلادكم، أما إذا كان العكس فتلك كارثة عظمى، لكن ما يؤكد غباءكم يا جنرالات الجزائر هو كمية التعليقات التي تشير لهذا الخطأ الفظيع ومع ذلك لا تريدون تعديل الفيديو.
ويعد قصر آيت بن حدو، الواقع في إقليم ورزازات جنوب المغرب، معلما تاريخيا بارزا ومثالا نموذجيا للهندسة المعمارية التقليدية المغربية في المناطق شبه الصحراوية. ويتميز ببناياته الطينية وتصميمه الهندسي الفريد، ما جعله وجهة بارزة تستقطب السياح وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
كما أنه استقطب العديد من صناع السينما العالمية، حيث تم تصوير مشاهد من أفلام شهيرة مثل “غلادياتور” و”لعبة العروش”، ما جعله رمزًا ثقافيًا عالميًا لا يمكن تمييعه أو ربطه بأيّ مكان آخر.
واعتبر ناشطون أن هذه الفيديو يعتبر خطوة جديدة تُضاف إلى مسلسل التزييف والتلاعب الذي يمارسه الإعلام الجزائري، ويعد هذا التصرف انتهاكًا واضحًا للحقائق التاريخية والجغرافية ويُظهر محاولات مستمرة لطمس هوية المغرب وتراثه الغني، وقال أحدهم:
AbdoElatrach@
الفضيحة مستمرة! وزارة_الدفاع_الجزائرية تروج لمغالطات تاريخية بإدراج قصر آيت_بن_حدو، الواقع في إقليم#ورزازات، ضمن فيديو دعائي تزعم فيه أنه جزء من #التراث_الجزائري
هذا الموقع التاريخي، المصنف ضمن التراث_العالمي لليونسكو.
ورأى آخرون أن هذا التصرف يُظهر حجم الأزمة التي تعيشها الجزائر على مختلف الأصعدة، من السياسية إلى الإعلامية، ويعكس محاولات يائسة للترويج لسرديات مختلقة وهويات مصطنعة. ورغم هذه المحاولات، فقد فشل مرارًا في إقناع المجتمع الدولي بما تقدمه من روايات مغلوطة. وعلق أحدهم بالقول:
le_hashira@
والله إلا الشوهة وفضيحة. واش الجزائر مافيهاش مآثر؟ مرة تسرقو الكتبية مرة الزليج المغربي مرة قصر آيت بن حدو …. واش باغيين تكونو مغاربة هههه.
ولا تعتبر هذه الواقعة الأولى من نوعها، التي تُثير اتهامات للجزائر باستخدام التراث المغربي في حملاتها الترويجية، دون الإشارة إلى مصدرها الحقيقي.
وكشفت مصادر إعلامية، أن وزارة الثقافة الجزائرية تسعى لطرح ملف “الزليج” المغربي في اليونسكو، وأوضحت أن الملف الجزائري قيد الدراسة من قبل الخبراء، بالإضافة إلى ملفات أخرى جاري إعدادها لوضعها ضمن التراث الجزائري.

كما أثارت قضية رسومات الزليج على قمصان المنتخب الجزائري، التي أنتجتها شركة “أديداس”، جدلاً واسعاً، حيث اعتبر المغرب ذلك استخداماً لرموز مغربية للترويج لبلد آخر، بينما تشير تقارير محلية إلى سعي الجزائر لاستقطاب اليد العاملة المغربية في الصناعات التقليدية كالنقش على الخشب والخياطة وغيرها من الحرف التي تزخر بها المملكة من أجل نقل هذا التراث إليها.
وطبق الكسكسي هو الآخر شكل نقطة جدل كبير على المنصات الاجتماعية قبل أن يتم إدراجه سنة 2020 كموروث ثقافي مغاربي.
ويأتي هذا الجدل في سياق العلاقات المتوترة بين البلدين الجارين، حيث تحتل القضايا الثقافية والتراثية مكانة حساسة.
وطالب ناشطون مغاربة المجتمع الدولي ومنظمات التراث الثقافي أن تتصدى لهذه المحاولات الخطيرة لتزوير التاريخ وسرقة التراث الثقافي، كما طالبوا الحكومة المغربية باتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الممارسات التي تمس سيادة المملكة وتراثها.
وأكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في وقت سابق من الشهر الجاري، أن مشروع القانون المتعلق بحماية التراث “يكتسي أهمية بالغة، بالنظر إلى التاريخ العريق والمتجذر في القدم للمملكة المغربية ولثراء التراث الوطني وتنوعه،” مشددا على أهميته “في ظل الإكراهات والتهديدات والمخاطر التي أصبح يتعرض لها هذا التراث، مع محاولات الترامي والسرقة بشكل مسترسل من بعض الأطراف التي لا داعي لذكرها، ولاسيما في شقه غير المادي.”
وأضاف بنسعيد خلال تقديم مشروع القانون رقم 33.22 الذي يتعلق بحماية التراث الأربعاء، في جلسة عامة خصصت للدراسة والتصويت، أنه “يهدف إلى تأهيل الترسانة التشريعية في مجال حماية التراث الثقافي والطبيعي والجيولوجي، والمحافظة عليه وتثمينه بهدف استدراك النواقص والقصور وسد الثغرات التي يعرفها القانون الجاري به العمل رقم 22.80، الذي يعود تاريخ إصداره إلى سنة 1980،” مبرزا كذلك “تحديثها وجعلها تساير التشريعات الحديثة المعمول بها لدى بعض الدول المتقدمة.”