في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “تيك توك”، جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم. لكن في المغرب، كما في العديد من الدول، بدأت هذه الظاهرة تأخذ أبعادًا مثيرة للقلق، حيث أصبح البعض يقضون أكثر من عشر ساعات يوميًا غارقين في مشاكل العالم الافتراضي، متأثرين بما يجري فيه أكثر من واقعهم الحقيقي.
إدمان أم هروب من الواقع؟
الكثير من المستخدمين، خاصة فئة الشباب، باتوا يعيشون في دوامة “تيك توك”، حيث يتفاعلون مع مقاطع الفيديو، يبكون، يصرخون، ويتشاجرون مع شخصيات وهمية أو مستعارة، وأحيانًا يتحدثون إلى “أشباح” لا وجود لهم خارج الشاشات. البعض منهم يعاني من الأرق والتوتر بسبب ما يجري في هذا العالم الافتراضي، حتى أن بعضهم يتألمون نفسيًا وكأنهم فقدوا أشخاصًا حقيقيين. هذا يدفعنا للتساؤل: هل نحن أمام نوع جديد من الإدمان يحتاج إلى تدخل الأطباء النفسيين؟
الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مرضًا معترفًا به علميًا، حيث يؤثر على الدماغ بنفس الطريقة التي تؤثر بها المخدرات، مسببًا حالة من التعلق والانفصال عن الواقع. عندما يصبح الشخص غير قادر على ترك هاتفه، وعندما تؤثر التفاعلات الرقمية على حالته النفسية إلى درجة الأرق والاكتئاب، فهنا نتحدث عن مشكلة نفسية حقيقية تتطلب تدخلاً متخصصًا.
هل نحتاج إلى أطباء نفسيين متخصصين في “تيك توك”؟
نظرًا إلى أن بعض المستخدمين باتوا يعانون من أعراض شبيهة بإدمان القمار أو المخدرات، ربما نكون بحاجة إلى أطباء نفسيين متخصصين في علاج إدمان “تيك توك” ومنصات التواصل الاجتماعي. في بعض الدول، بدأت عيادات خاصة تهتم بمثل هذه الحالات، وتقدم برامج علاجية لمساعدة الأشخاص على استعادة توازنهم النفسي والتقليل من الوقت الذي يقضونه في العالم الافتراضي.
هل يجب على السلطات المغربية التدخل؟
هناك دول مثل الهند ونيجيريا قامت بحظر “تيك توك” بسبب مخاوف تتعلق بالمجتمع والأمن القومي، لكن هل الحل في الحظر؟ البعض يرى أن تدخل السلطات المغربية لمنع التطبيق سيكون ضروريًا لحماية فئة الشباب من الضياع، بينما يرى آخرون أن الحل ليس في الحظر، بل في التوعية واستخدام التطبيق بشكل مسؤول.
في النهاية، يبقى “تيك توك” مجرد أداة، يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي. المسؤولية تقع على الأفراد والمجتمع لتنظيم استخدامهم لهذه المنصة حتى لا تتحول إلى مصدر للمرض النفسي بدلًا من الترفيه والتواصل.