فضيحة الاستقبال المهين للرئيس الجزائري بأديس أبابا تُشعل موجة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بموجة سخرية واسعة عقب وصول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مساء الخميس 13 فبراير 2025، للمشاركة في الدورة 38 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي. وجاءت هذه السخرية على خلفية الاستقبال الباهت الذي حظي به تبون، والذي اعتبره العديد من النشطاء انعكاسا واضحا لتراجع مكانة الجزائر دبلوماسيا في القارة الإفريقية.
ساعات بعد فضيحة هروب وزير الخارجية الجزائري من أديس أبابا بخيبة أمل بعد فشل بلاده في الحصول على مقعد في مجلس السلم والأمن الإفريقي، سارع الرئيس عبد المجيد تبون إلى حزم حقيبته والسفر إلى العاصمة الإثيوبية على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد الهزيمة النكراء التي منيت بها بلاد «القوة الضاربة» في مقر الاتحاد الإفريقي.
وأدى استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى اندلاع موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب سلسلة من الأحداث التي اعتُبرت بمثابة ضربة قاسية لهيبة « القوة الضاربة ».
مشهد الإحباط والخسارة
لم يكن في استقبال الرئيس الجزائري عند وصوله إلى أديس أبابا سوى وزير النقل الإثيوبي أليمو سيمي، في غياب رئيس جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية تابي أتسكي سيلاسي ورئيس الوزراء آبي أحمد.
وظهر تبون في مقاطع فيديو متداولة وهو يسير بمفرده نحو المكان المخصص له، قبل أن يستقبله وزير النقل.

واعتبر نشطاء على مواقع التواصل هذا الاستقبال « مهينا للغاية » لرئيس « القوة الضاربة »، ودليلا على فقدان الجزائر لما تبقى من مكانتها وهيبتها على الصعيد الإفريقي، خصوصا بعد فشلها الأخير في الحصول على مقعد في مجلس السلم والأمن الإفريقي.
الإعلام الجزائري وتزييف الحقائق
في محاولة لامتصاص موجة السخرية، سارع الإعلام الجزائري المسير من داخل الثكنات العسكرية ومعه آلاف الحسابات الوهمية التي يقف وراءها الذباب الإلكتروني المجيّش، إلى ترويج قصاصة من فقرتين تزعم أن تبون « حظي باستقبال حافل واستثنائي» في قصر المحادثات الثنائية بأديس أبابا.
ودليل هذه الحفاوة حسب زعم الإعلام الجزائري هو استقبال تبون من طرف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد «وهو يقود السيارة شخصيا لينقل رئيس الجمهورية إلى قصر المحادثات الثنائية ».
بيد أن هاته الحملة التضليلية لم تقنع الرأي العام الجزائري، الذي اعتبرها محاولة مكشوفة لتجميل صورة الرئيس الذي تأكد أنه غير مرغوب فيه في أديس أبابا.
إخفاقات القوة الضاربة
وبينما يحاول قادة النظام العسكري الجزائري تزييف الحقائق، يزداد الشعب اقتناعا بضرورة الاستمرار في مواصلة الحراك الشعبي المطالب بتنحي العسكر عن الحكم.
إن هذا الحادث يعكس مزيدا من التدهور في صورة الجزائر على الساحة الإفريقية، خاصة بعد إخفاقاتها الدبلوماسية المتكررة. كما يعد مؤشرا جديدا على هشاشة الوضع الدبلوماسي للنظام الجزائري، وسط استمرار التوترات الداخلية والخارجية التي تعصف ببلاد «القوة الضاربة».