هشام جريندو: انفصالي مسترزق في ثوب محارب للفساد

بوشعيب البازي

في عصر السوشيال ميديا، أصبح من السهل على أي شخص أن يصنع لنفسه هالة كاذبة من البطولة، مدّعيًا محاربة الفساد والدفاع عن الحقوق، بينما هو في الواقع لا يعدو كونه انتهازيًا يسعى إلى تحقيق مصالحه الشخصية. هشام جريندو مثال حيّ على هذا النوع من الأشخاص، إذ يحاول أن يوهم متابعيه بأنه صوت الحق، في حين أن حقيقته تكشف عن شخص مسترزق، يقتات على بث الأكاذيب والتشهير بالآخرين لتحقيق أهدافه.

يدّعي هشام جريندو أنه يحارب الفساد ويفضح المفسدين، لكنه في الواقع لا يملك أي مصداقية أو دليل على ادعاءاته. أسلوبه يعتمد على التشهير والافتراء، مستغلًا مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر المغالطات وتحريف الحقائق. إنه مثال على من يصرخ “امسكوا اللص” بينما يده مغموسة في مستنقع الفساد الذي يدّعي محاربته.

من أساليبه المكشوفة السخرية من الشخصيات المحترمة، ومحاولة التقليل من شأنها بعبارات تهكمية، ظنًا منه أن ذلك يمنحه بعض الأهمية أو الشعبية بين أتباعه. لكنه في الحقيقة لا يستطيع خداع العقول الواعية التي تدرك أن هذا الأسلوب ليس سوى غطاء يخفي خلفه ضعفه وحقده على من تجاوزوه نجاحًا وتأثيرًا.

لقد بنى هشام جريندو “شهرته” الزائفة على استغلال قضايا الناس والتحدث باسمهم دون تفويض أو حق. كل ما يهمه هو تحقيق مكاسب شخصية، سواء كانت مالية أو بحثًا عن الاهتمام، حتى لو كان ذلك على حساب كرامة الآخرين وسمعتهم.

حان الوقت لكشف زيف هذه الشخصيات التي تتستر وراء شعارات زائفة، بينما هي في الواقع لا تختلف عن الفاسدين الذين تدّعي محاربتهم. على المتابعين أن يكونوا أكثر وعيًا، وألا ينخدعوا بكل من يرفع راية الإصلاح بينما دوافعه الحقيقية لا تمتّ بصلة لما يدّعيه. فالحقيقة لا يمكن حجبها طويلًا، والتاريخ كفيل بفضح كل من احترف الكذب والافتراء لتحقيق مصالحه الشخصية.

يعتمد هشام جريندو على أسلوب واضح: اختلاق القصص، تحريف الحقائق، وتشويه سمعة الأشخاص دون أي أدلة أو مستندات تثبت صحة كلامه. هدفه ليس كشف الفساد كما يدّعي، بل تصفية حسابات شخصية والبحث عن الإثارة التي تضمن له المزيد من المتابعين، وبالتالي المزيد من الاسترزاق.

لا يتردد هشام جريندو في استغلال قضايا الناس ليظهر نفسه وكأنه مدافع عن الحق، لكنه في الواقع لا يهتم إلا بمصلحته الشخصية. يستخدم التشهير والافتراء كأداة للابتزاز، متاجرًا بآلام الآخرين لتحقيق مكاسب مادية أو لبناء شهرة زائفة. إنه نموذج للانتهازي الذي يقتات على معاناة الأبرياء ويستخدم قضايا المجتمع كوسيلة للربح.

رغم افتقاره لأي مصداقية، يحاول هشام جريندو أن يوهم متابعيه بأنه شخصية مؤثرة من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها، حيث يسخر من الآخرين ويهينهم بأسلوب تهكمي رخيص. لكنه لا يدرك أن الأشخاص الناجحين والمؤثرين لا يبنون شهرتهم على الإساءة للآخرين، بل على العمل الجاد والمصداقية.

إن أمثال هشام جريندو لا يمثلون صوت الحق، بل هم مجرد مسترزقين يستخدمون الكذب والتشهير وسيلة للربح. حان الوقت لكشف زيف هؤلاء وعدم الانخداع بادعاءاتهم، لأن من يسعى وراء الحقيقة والعدالة لا يحتاج إلى الافتراء، بل إلى أدلة دامغة وأخلاق رفيعة. الأيام كفيلة بفضح كل من احترف الاسترزاق على حساب سمعة الآخرين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: