الجزائر تفشل في الانضمام إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي
باءت محاولة الجزائر بالانضمام إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بالفشل، في نكسة جديدة للدبلوماسية الجزائرية التي راهنت على الفوز بالمنصب ضمن مساعيها لكسر طوق عزلتها الأفريقية.
ولم يحصل مرشح الجزائر للمقعد على الأغلبية المطلوبة، رغم الزيارات المكوكية التي أداها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف خلال الآونة الأخيرة إلى عدد من الدول الأفريقية بهدف حشد الدعم لبلاده من أجل الحصول على عضوية المجلس.
وانتظمت هذه الانتخابات في إطار القمة العادية الـ38 للاتحاد الإفريقي المقررة يومي 15 و16 فبراير/شباط في أديس أبابا وتسبقها الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي التي من المنتظر أن تشهد انتخاب القيادة الجديدة لمفوضية الاتحاد الإفريقي، من خلال انتخاب خمسة أعضاء في مجلس السلم والأمن.
ويعكس فشل الجزائر في استعادة المنصب الذي يشغله المغرب منذ ثلاثة أعوام في مجلس السلم والأمن تراجع الثقة الدولية فيها، لا سيما وأن العديد من الدول الأفريقية امتنعت عن التصويت لفائدة المرشح الجزائري.
وتشهد الجزائر عزلة متنامية في أفريقيا، بينما أخفقت دبلوماسيتها في ترميم علاقاتها المتصدعة مع عدد من دول القارة، في وقت تواجه فيه انتقادات بالتدخل في الشؤون الداخلية ودعم بعض الحركات الانفصالية.
ويرى مراقبون أن الجزائر ركزت كافة جهودها خلال الآونة الأخيرة على مجاراة النجاحات التي حققها المغرب الذي رسّخ مكانته كبوابة على أفريقيا من خلال إقامة جسور التواصل مع دول المنطقة والدخول في شراكات اقتصادية مع حكوماتها على أساس المنافع المتبادلة.
وينظر إلى الجزائر على أنها تسعى إلى إيجاد حلول لانحسار نفوذها وتراجع حضورها في أفريقيا، بينما يتضاعف ارتباكها مقابل انتصارات دبلوماسية مغربية وازنة قائمة على تحقيق التوازن في العلاقات بين المملكة وعمقها الأفريقي.
ويقيم التأييد الواسع والانخراط في مبادرة الأطلسي التي أطلقها المغرب في أواخر العام 2023 الدليل على الثقة العالية التي تحظى بها المملكة في محيطها الأفريقي، فيما يتوقع مراقبون أن يُمهد التعاون المتنامي بين المغرب ودول القارة الطريق واسعا للدبلوماسية المغربية للعب دور الوسيط في تسوية العديد من الصراعات التي تشهدها المنطقة بعد أن راكمت خبرة هامة في هذا المجال.