عندما تصبح «الخَنْشَلَة» ذريعة للتغطية على الفشل.. الجزائر تستولي رقميا على قطار سعودي!
مرة أخرى، تُثبت الجزائر أنها بارعة في فن « الخَنْشَلَة » (أي السطو) على ما لا تحلم بتحقيقه. فبعد محاولاتها السابقة في ادعاء ملكية الصحراء المغربية والقفطان والزليج والطاجين، ها هي تنتقل إلى مرحلة جديدة من «الاستحواذ الرقمي»، في مسعى يائس لتزييف الواقع وإيهام الشعب بإنجازات وهمية. آخر فصول هذا النهج تمثّل في ترويج صفحات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي لفيديو يُظهر قطارا سريعا يشق طريقه وسط الصحراء، مدّعية أنه مشروع جزائري متطور، قبل أن تنكشف الحقيقة وتتحول هذه الادعاءات إلى موجة من السخرية اللاذعة.
انتشر الفيديو بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حاصدا آلاف المشاركات والتعليقات التي احتفت بما زُعم أنه «قطار الجزائر السريع في الصحراء». بيد أن فرحة الذين روجوا لهذه الكذبة وصدقوها لم تدم سوى ساعات قليلة، قبل أن تنكشف الحقيقة وتتحول محاولة السطو هاته إلى «فضيحة بجلاجل».
فضيحة بجلاجل
لكن لم تمرّ سوى ساعات قليلة حتى ظهرت الحقيقة الصادمة: الفيديو لا علاقة له بالجزائر، بل يعود إلى «قطار الشمال» السعودي، الذي يربط العاصمة الرياض بعدد من المناطق الشمالية للمملكة. إذ أكدت وكالة «فرانس برس» أن الفيديو تم تصويره في السعودية، وليس بالجزائر، مستشهدة بحساب مصور الفيديو الأصلي، عبد الرحمن السويكت، الذي نشر المشاهد قبل أشهر، موضحا أنها التُقطت في أحد المعابر المخصصة للجِمال بين مدينتي الرياض والمجمعة.
كما ظهر بوضوح شعار شركة الخطوط الحديدية السعودية «SAR» على الفيديو الأصلي، مما يفضح محاولة الجزائر لطمس الحقيقة ونسب الإنجاز لنفسها.
عندما يتحول الفشل إلى أكاذيب
لم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول فيها الجزائر الاستيلاء على ما لا تملكه، فقد سبق لها أن ادّعت أن الزليج المغربي والقفطان المغربي والطاجين التقليدي.. تراث جزائري خالص. لكن الانتقال من سرقة التراث إلى سرقة البنية التحتية والإنجازات الرقمية يعكس إفلاسا في القدرة على تحقيق مشاريع حقيقية تُغني عن اللجوء لمثل هذه الفضائح.
في المقابل، لم يستطع الجزائريون أنفسهم تجاهل الفجوة بين الواقع والخيال، حيث عمد العديد من المعلقين إلى نشر صور ومقاطع فيديو توثق الحالة المزرية لقطارات الجزائر، التي تعاني من الإهمال وتهالك البنية التحتية، بعيدا كل البعد عن القطار الفاخر الذي ظهر في الفيديو المنتحل.
موجة سخرية واسعة
سرعان ما انقلب السحر على الساحر، وتحولت محاولة التزييف إلى فضيحة مدوية في الفضاء الرقمي، حيث سخر رواد مواقع التواصل من محاولة الجزائر خداع شعبها بمشاريع غير موجودة على أرض الواقع. فبدلا من الاستثمار في تطوير وسائل النقل وتحسين أوضاع البنية التحتية، اختارت الجزائر الطريق الأسهل: الترويج لإنجازات الغير والتستر خلف الأوهام.
وفي ظل استمرار استيلاء العسكر على حكم البلاد، يبقى المشهد واضحا: بينما تستثمر الدول الطامحة في مشاريع تنموية حقيقية، يصرّ النظام الجزائري على تبديد مليارات الدولارات في تمويل الميليشيات الإرهابية، وعلى رأسها جبهة البوليساريو، بدل توظيفها في بناء البلاد وتحقيق كرامة العباد.