الفوضى الرقمية في المغرب: حروب إلكترونية وصراعات خفية تهدد استقرار البلاد

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب حالة من الفوضى والصراع غير المسبوق، حيث تحولت هذه المنصات من فضاءات للتواصل والتعبير إلى ميادين لحروب إلكترونية تعتمد على السب والقذف، الاتهامات المتبادلة، وحروب السيطرة التي تشبه أساليب عصابات المخدرات. جميع الوسائل أصبحت متاحة، من تسجيلات صوتية مفبركة إلى اختراقات للحسابات الشخصية، والتهديدات التي تطال الأشخاص وعائلاتهم وحتى أطفالهم، في مشهد يعكس غياب الضوابط والأخلاقيات في هذا الفضاء الافتراضي.

المشهد مقسم بين أطراف تدافع عن القضية الوطنية المغربية، وأخرى تستغل هذه الفوضى للهجوم على الحكومة المغربية ومقدسات البلاد، في تحركات مشبوهة تصب في خدمة أجندات أجنبية، أبرزها تلك التي تقودها المخابرات الجزائرية. الكل يدعي الوطنية على العلن، لكن خلف الكواليس تظهر التحالفات الخفية مع أشخاص مبحوث عنهم في قضايا إجرامية بالمغرب، مما يعكس ازدواجية المعايير التي أصبحت سمة هذه المواجهات الإلكترونية.

وسط هذا المشهد، يبرز اسم محمد عبد اللطيف الهندوز، الذي يعتبر مايسترو هذه المنصات، يتنقل بين الطرفين كذئب مراوغ، يهدد ويتوعد المغاربة بمتابعات قضائية، رغم كونه مهاجرًا غير شرعي في فرنسا. يتمتع الهندوز بأسلوب استرزاقي من الدرجة الأولى، حيث يعيش عالة على رجل الأعمال مصطفى عزيز، الذي يرفع شعارات الوطنية، مما يطرح تساؤلات عديدة حول طبيعة علاقته بإنفصالي بهذا الحجم.

المخطط يبدو محكمًا بين شخصيات جزائرية وانفصاليين، يهدف إلى زعزعة استقرار المغرب عبر استراتيجيات جهنمية، تعتمد على اختراق القنصليات والجمعيات لجمع المعلومات عن المغاربة الأحرار، وهو الدور الذي تتولاه المدعوة سومية الحوام، التي تنحدر من إقليم سيدي قاسم، بينما يظهر آخرون في العلن، مثل سعيد البارصا، لتنفيذ أجندات التشويش والهجوم على الدولة.

في ظل هذا الوضع، تبقى التساؤلات مطروحة حول مدى قدرة السلطات المغربية على ضبط هذه الفوضى الإلكترونية، والتصدي لمثل هذه التحركات المشبوهة التي تستهدف أمن واستقرار البلاد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: