الخطوط الملكية المغربية: غلاء التذاكر وسوء المعاملة يثيران استياء الجالية المغربية
بوشعيب البازي
تعاني الجالية المغربية من الارتفاع المستمر في أسعار تذاكر الخطوط الملكية المغربية، حيث يجد المسافرون أنفسهم مضطرين لدفع مبالغ باهظة مقارنة بشركات الطيران الأخرى التي تقدم خدمات مماثلة أو حتى أفضل. ورغم الطلب المتزايد على الرحلات من وإلى المغرب، لا تبدو الشركة مهتمة بتقديم عروض تنافسية أو تسهيلات مالية للمسافرين، خاصة في أوقات الذروة مثل العطل الصيفية وشهر رمضان.
إلى جانب غلاء التذاكر، يشتكي العديد من المسافرين من سوء المعاملة داخل المطارات، سواء عند التسجيل أو خلال فترات الانتظار الطويلة. كما أن تأخر الطائرات أصبح سمة بارزة لخدمات الخطوط الملكية المغربية، حيث يعاني المسافرون من اضطرابات مستمرة في جداول الرحلات، مما يتسبب في فقدان مواعيد مهمة وإرباك خطط السفر.
من أبرز المشاكل التي تؤرق المسافرين إلغاء الرحلات في اللحظات الأخيرة دون أي تعويض، خصوصًا عندما يكون الإقلاع من المطارات المغربية. ففي حين أن القوانين الأوروبية تلزم شركات الطيران، بما في ذلك الخطوط الملكية المغربية، بتقديم تعويض للمسافرين عند تأخر الرحلات لأكثر من ثلاث ساعات أو عند إلغائها، إلا أن الأمر مختلف في المغرب، حيث لا يحصل المسافرون على أي تعويض، حتى لو كانوا متضررين بشكل مباشر.
على الرغم من أن المطارات الأوروبية تفرض قوانين صارمة لحماية حقوق المسافرين، وتجبر الخطوط الملكية المغربية على دفع تعويضات عن التأخيرات والإلغاءات، إلا أن المسافرين الذين تقلع رحلاتهم من المغرب يواجهون تجاهلًا تامًا من الشركة، حيث لا توجد رقابة صارمة تلزمها بتحمل مسؤولية اضطرابات الرحلات.
كل هذه العوامل ساهمت في تزايد غضب الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي تعتبر الخطوط الملكية المغربية خيارًا غير موثوق به. الكثيرون بدأوا في البحث عن بدائل مثل شركات الطيران الأوروبية التي توفر خدمات أكثر كفاءة وبأسعار مناسبة، مما يجعل الخطوط المغربية تفقد ثقة زبائنها بشكل مستمر.
أمام هذا الوضع، يطالب المسافرون والمجتمع المدني بضرورة إصلاح قطاع الطيران في المغرب، وفرض رقابة أكثر صرامة على خدمات الخطوط الملكية المغربية لضمان حقوق المسافرين وتحسين جودة الخدمة. كما يدعو البعض إلى تعزيز المنافسة عبر فتح المجال لشركات طيران أخرى توفر خيارات أفضل للمسافرين المغاربة.
في ظل استمرار هذه المشاكل دون حلول جذرية، تبقى الخطوط الملكية المغربية أمام تحدٍّ كبير لاستعادة ثقة زبائنها، وإلا فإنها ستواجه مستقبلاً صعبًا في سوق الطيران.