الشعار الذي كشف عنه الكاف يمزج بين الفن والرياضة، حيث أوضح الاتحاد في موقعه الرسمي أن التصميم « مستوحى من فن الزليج المغربي، وهو فن الفسيفساء الخالد، ليعيد تعريف كرة القدم كلوحة تمتزج فيها الإبداع والدقة والشغف ».

كما أشار الفيديو الترويجي للشعار إلى الحرف التقليدية المرتبطة بالزليج في المغرب، ما أثار غضب النظام الجزائري الذي يسعى دائما إلى الطعن في كل ما يرتبط بالهوية المغربية.

جدل عقيم حول الزليج

تباينت ردود الفعل في الجزائر بين احتفاء البعض وامتعاض آخرين. فئة من الجزائريين اعتبرت أن اعتماد الكاف للزليج في الشعار بمثابة « انتصار » لتراثهم، مدّعية أن هذا الفن جزائري الأصل. بينما ذهب آخرون إلى اتهام الكاف بـ« سرقة » الزليج الجزائري ونسبه إلى المغرب.

وفي المقابل، أوضح الكاف على موقعه الرسمي أن الشعار مستوحى من الزليج المغربي، الذي يعكس « الإبداع، الدقة، والشغف »، في إشارة واضحة لاعتراف المنظمة بهذا التراث كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية.

سجال متناقض في الجزائر

سارعت وسائل الإعلام الجزائرية، الموالية للنظام، الحد من تأثير الصدمة الناتجة عن تضمين الزليج في الشعار الرسمي للبطولة، إذ بدأت الأبواق الإعلامية بنشر شائعات وأكاذيب تهدف إلى التشكيك في أصل الزليج. كما انتشرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تُقلّل من أهمية الشعار أو تنسب الزليج للجزائر، مثل تعليق مدون جزائري يدعى أنيس، الذي ادعى بأن الشعار مستوحى من « التراث الجزائري ». في حين بررت مدونة أخرى الأمر بأن سكان شرق المغرب يتبعون «تقاليد جزائرية» بزعمها.

في المقابل، ردّ الإعلامي الجزائري المعارض وليد كبير بانتقاد هذه المواقف، مؤكداً أن الزليج الفاسي مسجل ضمن تصنيف ڤيينا للعناصر التصويرية في المنظمة العالمية للملكية الفكرية منذ سنة 2015، وهو ما اعتبره دليلا قاطعا على أصالة هذا الفن المغربي.

كما أشار هذا الإعلامي الجزائري إلى عدم وجود أي ورشات لإنتاج الزليج في الجزائر، مما يجعل الادعاءات الجزائرية –حسبه- فاقدة للمصداقية.

رد مغربي واثق

على الجهة الأخرى، تفاعل المغاربة مع الجدل الذي أرق الجزائريين بسخرية وفخر، حيث أكد بعض المغاربة في تعليقاتهم على مختلف منصات التواصل الاجتماعي أن الشعار الرسمي للبطولة الحالية يعكس الهوية الثقافية المغربية وعمقها الحضاري، وليس موجها لأي طرف آخر.

وذكر معلقون بأن شعار كأس إفريقيا 2013، التي نُظمت في المغرب أيضا، استوحى تصميمه من الزليج المغربي، دون أن يثير أي جدل حينها، مما يُفند ادعاءات الجزائر بأن اختيار الزليج جاء لاستفزازها.

واعتبر المدون المغربي محمد الحطاب أن اعتماد الزليج في شعار 2025 يهدف إلى « وضع حد لتطاول حكام الجزائر على التراث المغربي ».

اعتراف بالفشل عبر المقاطعة

في خطوة تعكس الاعتراف الضمني بالفشل، قررت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مقاطعة حفل قرعة كأس إفريقيا للأمم « المغرب 2025″ المنظم بالرباط، حيث غاب مدير الاتحاد، وليد صادي، عن الحفل، وأُرسل مدرب المنتخب فلاديمير بيتكوفيتش نيابة عنه، في محاولة لتقليل الإحراج.

محاولة بلا جدوى

رغم كل محاولات النظام الجزائري للتشويش على الشعار الرسمي لكأس إفريقيا 2025، فإن هذه الجهود تعكس في جوهرها حالة الغيظ التي تسيطر عليه تجاه أي نجاح يحققه جاره المغرب على الساحة الإقليمية والدولية. فالنظام الجزائري دأب على الطعن في كل ما يرتبط بالهوية المغربية، سواء كان ذلك في مجال التراث أو الإنجازات الرياضية أو الدبلوماسية.

ومع ذلك، يظل التراث المغربي، وفي مقدّمته فن الزليج، رمزا للإبداع والتفرد الذي يتجاوز محاولات التشويه، ويعزز مكانة المغرب كأرض للحضارة والإلهام العالمي.